إنهاء خلاف زوجين داخل محكمة الأسرة: «كانوا متخانقين بسبب الشغل»
محكمة الأسرة.. صورة تعبيرية
صوت زغاريد يملأ الممر الضيق المزدحم داخل محكمة الأسرة بزنانيري، على عكس العادة، وأصوات مهللة من أطفال رجت المحكمة، وبدأ الجميع يهنئ «أسماء» الزوجة الأربعينية بتصالحها مع زوجها، بعد أن كانت تقف على حافة الانفصال إثر طلبها الطلاق للضرر، بعد معاناتها من مشكلات لسنوات طويلة، ليستطيع خبراء التسوية، حلها على مدار جلستين، وإصلاح الأمور بينهما ولم شملهما تحت سقف منزل واحد مع أطفالهم الـ5.
زواج 18 سنة و5 أولاد
قبل 18 عامًا، قابلت «أسماء. ض»، شابًا متدينًا ومهذبًا، ويعمل في وظيفة مناسبة، وبسؤالها عنه، وجدت أنه من معارف جيرانها، وأعجب بها بدوره، وبادلها نفس المشاعر، وتقدم لعائلتها، وكانت سعيدة بخطبتها منه، وبدأت على الفور في تجهيزات عش الزوجية، وكانت توفر عنه الكثير من أعباء الزواج، وبعد عام ونصف، تمت الزيجة، وبعد أن خلعت فستان الزفاف تفاجأت بانهيار أحلامها التي رسمتها بجواره بسبب عصبيته الزائدة، وكان عند الغضب يقلب المنزل رأسًا على عقب، ويكسر الأثاث، وفقًا لحديثها لـ«الوطن».
فقد وظيفته ورفض العمل
وحكت «أسماء» ما قالته لخبراء التسوية، إنها كانت في البداية تتحمل غضبه الدائم، الذي كان يطولها الأذى النفسي والجسدي بسببه، لكنها تأقلمت معه، بعد نصيحة والدتها لها، وبعد عامين، أنجبت منه توأم، وبدأت الحياة تأخذ مسارًا آخر، وأنهار من حولها كل شيء بنته عندما فقد وظيفته بسبب عصبيته وإهماله، لكنها تحملت معه أصعب الأوقات، وصبرت معه على مصائب الدنيا.
وبعد أن حصل بصعوبة على وظيفة أخرى، تخلى عنها، لأنه لا يريد العناء مرة أخرى، وبدأت الخلافات تحدث بينهما كي يخرج للعمل لسد حاجة مصروفات أطفالة الـ5 الذي أصر على إنجابهم، وبعد كل ذلك، كان يرد لها المعروف بالإهانة والضرب، حتى وصل الأمر لطردها من المنزل.
صلح أمام خبراء التسوية
«18 سنة مستحملة العصبية والإهانة، وكنت برجع كل مرة عشان عيالي ميكبروش بعيد عن أبوهم، وبعمل بنصايح أمي، حتى إني طلبت منه أنزل أشتغل عشان نكفي البيت، لكنه رفض وقالي أنتي عايزة تبقي صاحبة الكلمة في البيت، وضربني وطردني من البيت ورفض رجوعي، وبعد شهور طلبت الطلاق لكنه رفض»، قررت الزوجة اللجوء لمحكمة الأسرة، وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر برقم 503، لكن على مدار جلستين تمكن خبراء التسوية من إصلاح الأمور بينهما، وأخذ عهد على الزوج بالعمل بكل جهده.