تعامد الشمس على وجه إله الحب في الفيوم غدا.. معبده يضم سراديب ومتاهات
يضم سراديب ومتاهات ونحو 100 حجرة
قرص شمس مجنح، وحيّات، نقوش ساحرة زيّنت تلك السراديب والمتاهات، فضلًا عن الحجرات الموزعة على الجانبين، يتوسطها سُلم يؤدي إلى الدور العلوي الذي يكشف صحراء وبحيرة قارون، ذلك المعبد الرائع الذي احتضن حكايات «ديونسيس» إله الحب والخمر عند الرومان، فضلًا عن الإله سوبك معبود الفيوم في العصور القديمة.
ليس ذلك ما يجذب أنظار العالم أجمع لمعبد سوبك فقط، ولكنه أيضًا يشهد ظاهرة فلكية بديعة صبيحة يوم 21 ديسمبر من كل عام، والتي تُعلن الانقلاب الشتوي.
حكاية معبد سوبك بالفيوم
تكشف الدكتورة نيرمين عاطف، مدير إدارة الوعي الأثري بمحافظة الفيوم، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، حكايات وأسرار وتاريخ معبد «سوبك» الأثري بمحافظة الفيوم، موضحةً أنّه يرجع إلى العصر اليوناني الروماني، ويقع قرب بحيرة قارون في مركز يوسف الصديق، وهو ما تسبب في تحريف تسميته إلى «معبد قصر قارون»، موضحةً أنّه خُصص لعبادة الإله ديونسيوس إله الحب والخمر عند الرومان.
كروكوديلو بولس مدينة التماسيح القديمة
وتوضح أنّ الإغريق أطلقوا على إقليم الفيوم قديمًا اسم «كروكوديلو بولس» بمعنى مدينة التماسيح، كما قاموا برسمه على جدران وأسقف المعابد بينها «مدينة ماضي الأثرية» بأشكال متعددة منها شكل التمساح العادي، والتمساح المحنط، أو رجل برأس تمساح، مُبينًا أنّه عُثر على الكثير من التماسيح المحنطة في تلك المنطقة، وفي عدة مناطق أخرى، ما يُعد دليلًا على أهمية «الإله التمساح» في العصور القديمة.
سوبك معبود الفيوم
وتُشير إلى أنّ «التمساح» كان المعبود الرئيسي في الفيوم خلال العصور القديمة، موضحةً أنّ عبادته انتقلت بعد ذلك إلى عدد من الأقاليم الأخرى، وكان بهيئة تمساح أو إنسان برأس تمساح.
بحيرة لتخزين المياه
وتروي مدير الوعي الأثري بالفيوم، أنّ عبادة الإله «سوبك» بدأت بإنشاء الفراعنة بحيرة قُرب معبد سوبك «قصر قارون حاليًا»، حتى يستخدمونها كخزان للمياه خلال وقت التحاريق «وهي فترة انخفاض منسوب مياه النيل بعد انتهاء الفيضان وحتى بداية الفيضان الذي يليه»، وفوجئوا بامتلاء البحيرة بالتماسيح التي تكاثرت وتضاعفت أعدادها بصورة كبيرة وتسببت في رعب الناس آنذاك.
عبدوا التمساح ليأمنوا شره
وتضيف أنّه بسبب خوفهم من التمساح قرروا عبادته ليأمنوا شره، وأطلقوا عليه اسم «سوبك»، ثم سادت عبادته في باقي الإقليم، ثم دمجوه مع «رع» إله الشمس وأسموه «سوبك رع»، وخصصوا المعبد لعبادته وأطلقوا عليه «معبد الإله سوبك».
علاقة المعبد بالملك قارون
وتشير إلى أنّه في العصر الإسلامي، غيّر سكان المنطقة اسم المعبد وسموه «معبد قصر قارون» بسبب قربه من بحيرة قارون، مؤكدةً أنّه لا علاقة بين المعبد وبين الملك قارون الذي خسف الله به الأرض، فبينهما نحو 1000 عام.
ظاهرة فلكية بديعة بالمعبد
وتختم حديثها قائلةً إنّ المعبد عُرف بظاهرة فلكية بديعة، وهي تعامد الشمس على قدس الأقداس بالمعبد في 21 من ديسمبر كل عام، والذي يستمر لنحو 25 دقيقة كل عام، ليعلن الانقلاب الشتوي وبدء فصل الشتاء رسميًا، ما جعل المحافظة تُقيم احتفالية لتلك الظاهرة بصورة سنوية منذ عام 2010، فيما يحضرها عشرات السياح من مختلف أنحاء العالم.