المدارس والجامعات: نسبة الحضور لا تقل عن 90% لأكثر من 130 ألف طالب وطالبة
جانب من طابور الصباح فى مدرسة بالعريش
الوجه الآخر لأى أمن وأمان، بالإضافة إلى حركة الشارع والأسواق، هو الحركة التعليمية؛ فالأبناء هم أغلى ما يمتلكه الإنسان، لذا حال الخوف عليهم لا يدعهم يخرجون من المنزل من الأساس، لذا توجهت إلى مدرسة الشهيد عمرو أبوهندية الرسمية المتميزة للغات فى قلب مدينة العريش، لحضور طابور الصباح.
لدى دخولك المدرسة، تجد طابور الصباح مُنتظماً، والأطفال موجودين بكامل طاقة الفصول، دون غياب يذكر، وطابور الصباح مُنتظماً، والأطفال يشاركون فى الإذاعة المدرسية بكل ثقة؛ فتجد أطفالاً يتحدثون باللغة الإنجليزية، وآخرين بالفرنسية، مع كل فقرات الإذاعة المدرسية العادية.
«الأولاد بيحبوا المدرسة، وبييجوا، والغياب قليل إلا لو فيه ظرف طارئ»، هكذا تحدّثت المُعلمة سلام أحمد، مدرسة لغة عربية فى المدرسة، قائلة إن الحياة طبيعية فى مدينة العريش، وإن العملية التعليمية منتظمة فى المدرسة مثل أى مدرسة على مستوى الجمهورية.
وتؤكد سهير البرغوثى، مُعلم خبير فى «المدرسة»، أن المدرسة تجذب الطلاب عبر أنشطة فى كل المجالات، وتعليم الطلاب بشكل مبتكر، بعيداً عن الحفظ والتلقين، مع العمل على غرس قيم الأخلاق، والانتماء للوطن، والانضباط، وغيرها من الأنشطة البناءة.
وكيل «التعليم»: اختفاء العمليات الخارجة عن القانون أدى إلى حرص الأهالي على حضور أبنائهم للمدارس
ويؤكد حمزة رضوان، وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بمحافظة شمال سيناء، وجود اهتمام كبير من أولياء الأمور بانتظام أبنائهم فى المدارس، وحرصهم على الحضور والتعلم عقب انتشار الأمن والأمان، مضيفاً: «لدينا 122 ألف طالب وطالبة فى شمال سيناء، ونسبة الحضور تزيد على 90%»، واصفاً الحالة التعليمية بأنها مثل أى مدرسة على مستوى الجمهورية، معتبراً ذلك مؤشراً كبيراً على الأمن والأمان، خصوصاً بعد اختفاء العمليات الخارجة عن القانون.
ويوضح وكيل وزارة التعليم لـ«الوطن»، أن مدارس المحافظة مهتمة بشكل كبير بالأنشطة، مثل الأنشطة الرياضية، والفنية، والتوعية لأبناء المحافظة، مع المشاركة فى التوعية بمبادرات، مثل «اتحضر للأخضر»، وترشيد المياه وغيرهما، مضيفاً: «نحن مؤمنون بأن المدرسة يجب أن تكون مكان تفريغ الطلاب لطاقتهم مع التعليم، وأى نشاط لأبنائنا الطلاب لا بد أن يكون فى المكان الصحيح».
الوضع داخل «المدرسة» لم يختلف كثيراً عن الوضع داخل جامعة العريش الحكومية، التى زرتها وبدأت الزيارة بعرض فنى لطلاب من الجامعة، ثم تفقد عدد من كلياتها، حتى تحدث الدكتور حسن الدمرداش، رئيس جامعة العريش، عن إنشاء الجامعة فى عام 2016 بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى، لخدمة أهالينا فى سيناء، بعدما كانت فرعاً لجامعة قناة السويس فقط، مع زيادة عدد كلياتها.
ويؤكد «الدمرداش» لـ«الوطن»، أن جامعة العريش استقطبت طلاباً من مختلف مدن وقرى شمال سيناء، والدراسة بداخلها تتم وفق مقررات وكليات لخدمة المجتمع السيناوى، مثل كلية الاستزراع المائى والمصايد البحرية، والتى أنشئت لخدمة أهالى المحافظة، الذين يعمل عدد كبير منهم فى تلك الحرفة بالفعل.
كليات جديدة فى جامعة العريش لخدمة المجتمع: «طب» لسد عجز الأطباء.. و«هندسة الموارد الطبيعية» بوسط سيناء لاستغلالها.. و«الاستزراع السمكى» لخدمة الصيادين
ويشير رئيس جامعة العريش إلى وجود تكليفات من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بإتاحة التعليم لكل طبقات المجتمع فى الكليات العشر التى تتضمنها الجامعة، ومعهد الدراسات العليا، مشيراً إلى إضافة كلية طب بشرى وبيطرى لسد عجز الأطباء البشريين والبيطريين فى نطاق المحافظة، بعد تخريج 100 طبيب كل عام، لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الأطباء لأهالى شمال سيناء، بدلاً من الحاجة إلى استقطاب أطباء من خارج المحافظة بشكل مستمر لهم.
ويوضح أن الجامعة أنشأت كلية الاقتصاد المنزلى للحفاظ على التراث السيناوى، كما أن هناك تعاوناً مع كل الجهات التنفيذية للمشاركة فى حل المشكلات المجتمعية لمحافظة شمال سيناء، مع تنظيم قوافل طبية، وبيطرية، وزراعية فى سيناء، ومشاركتهم فى المبادرة الرئاسية لتطوير الريف المصرى «حياة كريمة».
ويواصل: «لدينا فى الجامعة أكثر من 9 آلاف طالب وطالبة، منتظمون بشكل تام فى العملية التعليمية، بما يؤكد عودة الأمن والأمان والاستقرار بشكل كامل إلى محافظة شمال سيناء»، موضحاً أن الجامعة بصدد إنشاء فرع لهندسة الموارد الطبيعية بوسط سيناء.
الطالبة أمنية يسرى، فى الصف الثالث بكلية التربية بقسم رياض الأطفال، تقول إنها من مدينة بئر العبد، وتسافر يومياً من مدينتها إلى العريش فى أمن وأمان، وإن أهلها لا يخافون عليها، مشيرة إلى وجود طلاب فى جامعة العريش من محافظات أخرى غير شمال سيناء قدموا إليها، بعد عمل أهاليهم بالمشروعات التنموية فى المحافظة.
وتشير «أمنية» لـ«الوطن»، إلى أنها كانت متخوفة لدى بداية التحاقها بالجامعة من وجود صعوبات فى الانتقال والسفر إليها يومياً، لكن الوضع على أرض الواقع مغاير تماماً؛ حيث إنها تتعلم، وتتفاعل اجتماعياً مع أقرانها وأساتذتها بسهولة ويسر.