«أم أحمد» سيدة «الحمول» الرمل والزلط والأسمنت.. تصعد بـ«المونة» 10 طوابق على قدميها
«أم أحمد» تواصل عملها في مهنة المعمار
30 عاماً قضتها «أم أحمد» فى مهنة المعمار، تحمل الرمل والزلط فوق رأسها وتصعد به للطابق السابع وحتى العاشر على قدميها، لتواصل رحلتها الشاقة بالعمل «صبى صنايعى» تارة و«عاملة خرسانة» تارة أخرى، كى تساهم فى المعيشة مع زوجها بعد خروجه على المعاش.
رحلة كفاح بطلتها سيدة بلغت من العمر 55 عاماً، ولا تزال واقفة على قدميها تكافح وتجاهد وتتحدى الظروف لتوفير حياة كريمة لأسرتها المتواضعة: «إحنا بننزل الشغل عشان نساعد مع رجالتنا، جوزى كان فرّاش فى مدرسة وطلع على المعاش بمرتب 1200 جنيه مايعملوش حاجة، قُلت أنزل أكافح معاه عشان نربى العيال».
لديها ثلاث فتيات وولد، أصرت على تعليمهم حتى حصلوا جميعاً على شهادات الدبلومات الفنية، مشيرة إلى أن ابنها تعلّم حرفة تركيب البلاط وأصبح «صنايعى»، لكن بسبب وقف أعمال البناء بدأ يجد صعوبة فى توفير عمل ثابت، فبدأت تساعده: «أنا بنزل أشتغل فى كل حاجة وبركب 3 مواصلات كل يوم علشان أوصل الشغل وطول ما فيّا صحة هشتغل».
من أذان الفجر وحتى صلاة المغرب، تواصل السيدة الخمسينية عملها فى تلك المهنة الشاقة التى سرقت صحتها بحسب وصفها، متمنية أن يكافئها القدر برحلة عمرة قبل أن تفارق الحياة: «كل أمنيتى أزور الرسول ومش عايزة حاجة تانية»، بنبرة حانية تشكو من آلام جسدها التى تخفيها عن أسرتها حتى لا يصيبهم الخوف والحزن عليها ويمنعوها من العمل.
«أنا طول عمرى شقيانة وبكافح وراضية بقسمتى ونصيبى، ولما كان فيّا صحة كنت بشتغل ولا أجدعها راجل بس دلوقتى بقيت بشتغل على قدى، المهم أروّح بأكل للعيال وأكفّى احتياجاتهم»، موضحة أنها تعيش فى إحدى قرى مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية وتجوب كافة المحافظات والمدن القريبة بحثاً عن الرزق.