«أبو علي» يواجه الحياة بذراع واحدة.. يبيع «سندوتشات» الجمبري وراض بقضاء الله

كتب: ياسمين عزت الرزاز

«أبو علي» يواجه الحياة بذراع واحدة.. يبيع «سندوتشات» الجمبري وراض بقضاء الله

«أبو علي» يواجه الحياة بذراع واحدة.. يبيع «سندوتشات» الجمبري وراض بقضاء الله

يكافح «عبدالرحمن صلاح عبدالحميد»، أو كما يطلقون عليه «أبو علي»، مع الحياة بذراع واحدة، فهذا الرجل الخمسيني قُدر له أن يكون ضحية حادث منذ 22 عامًا، إلا أنه لم يتواكل على غيره، وسعى للرزق الحلال، باستئجار محل يقدم فيه سندوتشات الجمبري، وذاع صيته بين الناس في الشرقية.

يستقر محل «أبو علي» في المنتزه بمدينة الزقازيق، ويقول في تصريحات لـ«الوطن»: «كنت في ريعان شبابي، ورأيت جرارًا يسير في الطريق، انفلتت مقطورته، وكادت تدهس بعض الشباب بالشارع، لم أفكر ووجدتني أفديهم بجسدي لإبعادهم عن الطريق»، مضيفًا: «القدر كان قاصدني مش الشباب واتبتر ذراعي فداء لهم والحمدلله فضل ونعمة».

بدأ مشروعه منذ 22 عاما

ويتابع أبو علي حديثه: «تعافيت والحمد لله واستكملت مسيرة الحياة، وبدأت العمل في سندوتشات الجمبري الذي اعتدت شرائه من دمياط وسوق العبور»، لافتا إلى شعوره بالرضا من أقدار الله طوال الوقت مهما كانت الظروف قاسية، وواصل عمله في المحل إلى أن بلغ من العمر 55 عاما.

«شعارنا الابتسامة والكل لازم ياكل جمبري»

ويضيف: «بدأت من الصفر واستأجرت محلًا في المنتزه بالزقازيق وعرفوني الناس بالأمانة والنظافة والأسعار المناسبة والابتسامة في وجه الزبون، معلقا: بشتغل أيام ما كان كيلو الجمبري سعره 10 جنيهات، والسندوتش بجنيه واحد، وكنت بأكل أي حد يدخل المحل معاه فلوس أو لا، ولازم الكل ياكل جمبري».

فقد ذراعه ونجله الوحيد من ذوي الهمم

بابتسامته المعهودة، يختتم أبو علي أنه تعلم كثيرًا خلال حياته وأصر أن يحافظ على ابتسامته التي يعتبرها عملًا طيبًا فضلًا عن تقديمه الطعام للقطط التي تنتشر حول المحل فاعتاد ألا يخذلها، مؤكدًا رضاه بأقدار الله رغم الظروف التب تعرض لها، إذ أنه بعد فقدان ذراعه، فقد أيضا نجله الذي توفى، ولديه ابنه الأكبر من ذوي الهمم، معلقًا: «أقدار ربنا على مقاس كل واحد والرضا والتسليم لله هو الراحة».


مواضيع متعلقة