الشتاء يجتاح مصر
استمرت موجة الطقس السيئ على مختلف المحافظات، أمس، وتسببت فى توقف حركة الملاحة البحرية والصيد بعد إغلاق العديد من الموانئ، علاوة على شلل فى حركة المرور فى الشوارع الرئيسية بالمدن، فيما أعلنت مجالس المدن الطوارئ إثر غرق الشوارع بالمياه وانتشرت سيارات الكسح التى عجزت عن مواجهة استمرار تكدس المياه على الطرق بسبب غزارة الأمطار.[SecondImage]
فى البحيرة، غرقت الشوارع الرئيسية والميادين فى مدن ومراكز المحافظة، ما أدى إلى شلل بحركة البيع والشراء داخل الأسواق، وارتفعت نسبة الغياب فى المصالح الحكومية، كما تسببت الأمطار والعواصف فى انقطاع الكهرباء عن العديد من القرى بالمحافظة، وتوقف محطات رفع المياه عن العمل، ما تسبب فى انقطاع المياه، وأغلقت العديد من المساجد أبوابها أمام المصلين بسبب غرق الشوارع بمياه الأمطار المختلطة بالصرف الصحى، فيما واجه أهالى كفر الدوار صعوبة فى دفن الموتى بسبب غرق حى «بولس» الكائن به مقابر المدينة.
وقال محمد حسن فرغلى، صاحب محل بقالة بكفر الدوار، إن الأمطارصصصص كشفت عجز المسئولين عن مواجهة حالات الطوارئ، وتسبب الإهمال الذى شهدته المدينة خلال السنوات السابقة، فى حدوث كارثة لحقت بجميع التجار والأهالى بالمدينة، مشيراً إلى أن الأهالى طالبوا بإصلاح شبكة الصرف الصحى، خلال الفترة السابقة، وهو ما تقاعس عنه المسئولون بالوحدة المحلية، مؤكداً أن غرق الشوارع سببه توقف ماكينات الصرف بمحطات الطرد عن العمل، وهو ما أدى إلى اختلاط مياه الأمطار بالصرف الصحى، مؤكداً أن مسجد «الرحمة» أغلق أبوابه أمام المصلين ومنع صلاة الجنازة، مشيراً إلى أن المسجد كائن بجوار المقابر وتشيع منه جنائز الموتى بالمدينة، لافتاً إلى أن هناك ثلاثة متوفين تم دفنهم دون خروج المشيعين خلفهم، وهو ما أصاب أهل المتوفين بحالة من الحزن والأسى.
وفى مدينة دمنهور اشتكى سائقو التاكسى والسرفيس، من غرق نفق السكة الحديد بوسط المدينة، مشيرين إلى غرق النفق بمياه الأمطار والصرف الصحى، ما تسبب فى انقطاع حلقة الوصل بين الجانبين، مشيرين إلى اضطرارهم للذهاب لمسافات طويلة لتوصيل الركاب، ما أدى إلى تعطل مصالح المواطنين، وزيادة العبء المادى على كاهل السائقين، خاصة بعد امتناع الركاب عن دفع أجرة إضافية، فيما اكتفى رؤساء الوحدات المحلية بمدن ومراكز المحافظة، بدور المشاهد حيال تلك الأزمة التى شهدتها المحافظة، فى حين عجزت كساحات ومحطات الصرف بتلك المدن عن «شفط» مياه الأمطار، وما زالت معاناة الأهالى مع الشوارع موجودة حتى الآن، فى ظل تقاعس المسئولين هناك.[FirstQuote]
وفى الإسكندرية، استمرت العاصفة الرعدية المصاحبة لرياح شديدة البرودة وأمطار غزيرة، أدت إلى ارتفاع موج البحر إلى 4 أمتار، وتعطلت حركة المرور على الكورنيش بعد غرق نفق المندرة ومنطقة المعمورة، فيما شهدت كافة الشوارع برك مياه منسوبها مرتفع، واختفت الرؤية من على طريق الإسكندرية الرئيسى عند مدخل المدينة، وارتفع موج البحر عن منسوبه الطبيعى ليصل إلى 4 أمتار ويغرق الشوارع والكافتيريات الموجودة على الكورنيش، فيما وصلت شدة الرياح إلى سقوط أعمدة الإنارة بالشوارع، فضلاً عن الإعلانات.
وقررت سلطات هيئة الميناء، إغلاق بوغاز الإسكندرية، لليوم الثالث على التوالى، ووقف حركة الملاحة البحرية بميناءى الإسكندرية والدخيلة، بسبب استمرار حالة الطقس السيئ، وارتفاع الأمواج بسبب سرعة الرياح وشدتها، بالإضافة لسقوط أمطار غزيرة.[ThirdImage]
وفى السويس قال عبدالرحيم مصطفى، المتحدث الإعلامى لهيئة موانئ البحر الأحمر، إنه تم استئناف الملاحة البحرية فى أربع موانئ بالسويس، بعد هدوء شدة الرياح واستقرار الأوضاع الجوية بعض الشىء، فيما استمر إغلاق ميناء شرم الشيخ بجنوب سيناء بسبب سوء الأحوال الجوية، وأكد «مصطفى» أن الموانئ التى تم إعادة فتحها بالسويس هى، «ميناء العين السخنة لنقل الحاويات وميناء الأدبية للبضائع وميناء بورتوفيق للركاب وميناء الزيتيات لنقل المواد البترولية».
فيما حذر بكرى أبوالحسن، نقيب الصيادين بالسويس، الصيادين من التوغل داخل المساحات العميقة بخليج السويس والبحر الأحمر، نظراً لسوء حالة الطقس، خلال نوة عيد الميلاد التى تشهدها البلاد.
وفى دمياط، أصدر اللواء أيمن صالح رئيس هيئة ميناء دمياط توجيهاته بإعادة فتح بوغاز ميناء دمياط للملاحة واستقبال السفن بعد تحسن نسبى فى الأحوال الجوية حيث انخفض ارتفاع الأمواج إلى 2 متر وقلت سرعة الرياح إلى 20 عقدة، فيما أكد ممدوح الشيطى، المتحدث الإعلامى لهيئة ميناء دمياط، أنه جارٍ إدخال 3 سفن حاويات كما توجد بأرصفة الميناء 24 سفينة و22 سفينة فى منطقة الانتظار بالخارج.
وفى البحر الأحمر، استمر توقف حركة الملاحة بميناء سفاجا نظراً لإغلاق ميناء ضبا السعودى بسبب عدم استقرار الأحوال الجوية.
وفى كفر الشيخ، أدى سوء الأحوال الجوية لإغلاق ميناء الصيد على البحر المتوسط بمدينة برج البرلس، وتوقفت مئات المراكب بالميناء، وقال محمد السعيد عبدالفتاح، صاحب أحد مراكب الصيد بالبرلس إن نوة «الفيض الكبيرة»، من النوات الممطرة وشديدة الرياح، وتؤدى لانقلاب المراكب.
من جهة أخرى، تعيش عزب محافظة الغربية حالة عزلة شبه تامة عن المراكز والمدن والقرى الأم، بسبب سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار على الطرق الترابية.. وأرجع الأهالى معاناتهم إلى عدم استكمال أعمال رصف الطرق المؤدية إليها؛ الأمر الذى تسبب فى شل حركتهم طوال فترة الشتاء وجعلهم يعيشون فى «الوحل والعزلة».
وطالب أهالى العزب اللواء محمد نعيم محافظ الغربية، بنظرة عطف إلى أهالى العزب والقرى وضرورة الاهتمام بهم وتخفيف المعاناة عنهم من خلال استكمال رصف الطرق التى تربطها بالقرى المجاورة، وترك الاهتمام بالمدن قليلاً، والتى حظيت بكل الخدمات وحصلت على أموال القرى والعزب.
وسادت حالة من الغضب بين أهالى الشرقية عقب وقوع عدة حوادث صعق بالكهرباء، بسبب تلامس مياه الأمطار مع أسلاك الكهرباء العارية والمتهالكة. وقالت مصادر محلية إن 4 مواطنين نجوا من الموت، فى حين نفق عدد من رؤوس الماشية.
وأضافت المصادر أن مدينة صان الحجر شهدت أمس الأول، نفوق رأسى ماشية «جاموسة وحمار»، صعقاً بالكهرباء، كان يصطحبهما أحد المزارعين، متوجهاً إلى أحد الحقول الزراعية، لمباشرة عمله، إلا أنه أثناء سيره بمدخل المدينة أمام كوبرى أبوسليم، فوجئ بسقوط «الحمار والجاموسة» على الأرض، فابتعد عنهما مباشرة، لينجو من الموت.