ذكرى ميلاد الشيخ الطبلاوي.. «أيوب المقرئين» وآخر حبات سبحة التلاوة
حكاية محاولة قتله بالسم.. ورحلة نقيب القراء في خدمة كتاب الله
الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوي
كبرياء آسر يميز شخصيته، وشموخ مدهش، ينم عن معرفة بقيمته كمقرئ للقرآن الكريم يملك بصوته تأثيره وفضله على الناس أجمعين، ليعلنها بكل فخر «أنا صاحب مدرسة في التلاوة»، ويحصل على لقب «أغلى مقرئ في مصر» يوم كان أجره بين كبار المقرئين هو الأعلى حسبما جاء في كتاب أيمن الحكيم، ليصبح الشيخ الذي ولد في 14 نوفمبر 1934، وحفظ كتاب الله وعمره 10 سنوات، علامة للقراء في مصر ونقيبًا للقراء، قبل أن يرحل عن عالمنا للأبد.. والحديث هنا عن ميلاد الشيخ الراحل محمد محمود الطبلاوي.
محبي الطبلاي بالملايين.. «وراه حتى في سويسرا!»
«آخر حبة في سبحة المقرئين العظام».. هكذا وصف الكاتب الكبير محمود السعدني القارئ الراحل، الذي نشأ في أسرة متواضعة وأول أجر تقاضاه كمقرئ في صباه كان خمسة قروش، ورغم ذلك كان يسعى لتصدر مجاله حتى اشتهر وذاع صيته لدرجة أنه حكى موقف في لقاء تليفزيوني سابق يقول ‘نه سافر إلى سويسرا، وبمجرد دخوله أحد اشلواطىء هناك فوجئ بأشخاص يقولون له: «إزيك يا شيخ طبلاوي»، وهم مجموعة من النزلاء العرب الذين تعرفوا عليه هناك، فحاوطوه وطلبوا منه التقاط الصور التذكارية، فأسرع إلي حجرته بعدها وهو يداعبهم: «أنتم ورايا حتى في سويسرا؟!».
أصول الطبلاوي.. شجرة التلاوة ممتدة للأحفاد
أصول «الطبلاوي» تعود إلى قرية صفط جدام التابعة لمركز تلا بمحافظة المنوفية، بدأ من هناك وخاض تجربة طويلة حتى أصبح من ألمع القراء بين أبناء جيله، ليقضي نحو أكثر من 60 عاما من عمره في خدمة القرآن الكريم، ويتقلد منصب نقيب القراء ويلقب بـ«أيوب المقرئين»، ولم يوقف شجرة خدمة كتاب الله عنده، بل أورثها لحفيدته «آية الطبلاوي».
الطبلاوي يحكي: حاولوا قتلي «بالسم»
ورغم حب الملايين للطبلاوي، إلا أنه تعرض لمواقف صعبة خلال رحلته، على رأسها محاولة قتله بالسم الذي وضع له في القهوة، كما صرح سابقًا لـ«الوطن»، حينما تمت دعزته إلى أحد المآتم الكبرى بالقاهرة، وخلال استراحته طلب فنجان قهوة ثم انشغل عنها، مؤكدا أنه كلما حاول شربها يمنعه شىء ما، حتى أتى «عامل فراشة» فطلب شرب القهوة لأنها «بردت»، ويقول الطبلاوي: «قولتله اشربها.. فشربها ومات بعدها على طول».