الدكتور علاء النهري: العودة إلى الفحم بسبب الأزمة الروسية خطر.. ومصر تواجه أزمة المناخ بالطاقة النظيفة
نائب رئيس «علوم الفضاء»: العالم يبحث عن النجاة فى شرم الشيخ
الدكتور علاء النهري
يرى الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، أن الظواهر المرتبطة بالتغيّرات المناخية التى نراها فى أوروبا تعطى قمة المناخ فى مصر أهمية كبيرة، وتجعلها أمام تحديات كثيرة. وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن عودة الدول الأوروبية للوقود الأحفورى، فى ظل أزمة الطاقة الحالية تشكل مشكلة كبيرة، وليست أوروبا وحدها، بل الصين كذلك. وأشاد «النهرى» بجهود مصر فى مجال إنتاج الطاقة النظيفة كوسيلة مهمة لمواجهة التغيرات المناخية.. وإلى نص الحوار:
كيف تابعت ما يحدث فى أوروبا خلال الفترة الأخيرة من جفاف، وصولاً إلى ظهور ما يُسمى حجارة الجوع؟
- الحقيقة موجة الجفاف، خاصة فى أوروبا، غير مسبوقة، أوروبا تقريباً لم تكن تعرف الجفاف من قبل، والأمر أصبح خطيراً لدرجة أن هناك أنهاراً فى أوروبا جفّ جزء كبير منها وظهرت فيها صخور فى القاع، خصوصاً عند مدخل النهر أو بداية مجرى النهر والمسمّاة بصخور الجوع أو حجارة الجوع، وعندما تظهر هذه الأحجار يكون هناك انحسار فى المياه، وهناك مخاوف من نقص الغذاء، بل وبعض الأنهار ظهرت فيها علامات لديناصورات من ملايين السنين، وعدد كبير من الأنهار فى أوروبا جفّ.
انحسار الثلوج التي كانت تصل إلى المناطق المرتفعة في جبال الألب سبب الأزمة
ما السبب الذى يصل بأوروبا إلى هذه المرحلة؟
- يعود سبب هذه الموجة غير المسبوقة من الجفاف إلى انحسار الثلوج التى كانت تصل إلى المناطق المرتفعة فى جبال الألب على سبيل المثال، نتيجة ارتفاع درجة الحرارة وعدم وجود الصقيع، الذى كان يكون الثلوج، وهذا تسبب فى نقصها، ومن ثم حدثت موجة الجفاف التى نرى مظاهرها الآن، وظهور الصخور المسماة بأحجار الجوع.
هل كان هذا الأمر متوقعاً أو كانت التوقعات تقول إنه لن يكون بهذه الدرجة؟
- لكى نتحدث بوضوح، لا يوجد شىء اسمه مفاجأة، لكن المفاجأة فقط فى ظهور أعراض التغيّرات المناخية فى مناطق لم يتوقع الظهور فيها، بمعنى منطقة نرى فيها أمطاراً غزيرة بطبيعتها، ومناطق أخرى لا تسقط فيها الأمطار الآن تسقط فيها، أى ما يحدث كان سيحدث، ولكن المفاجأة فى الأماكن، وكل هذا بسبب ما يُسمى الطقس القاسى الناتج عن التغيّرات المناخية وعدم التوزيع الطبيعى للأمطار.
إلى أى مدى فى رأيك ستنعكس هذه الظواهر على أهمية قمة المناخ المقبلة فى شرم الشيخ «COP27»؟
- قمة المناخ فى مصر تكتسب أهمية كبيرة فى ضوء هذه الظواهر، وأيضاً سيكون عليها مواجهة تحديات كبيرة، ومن أكثر التحديات ما يحدث فى أوروبا، الأمر مرتبط بحدوث الجفاف والحرائق، خصوصاً بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ كانت الدول الأوروبية تعتمد على مصادر الطاقة الروسية، خصوصاً الغاز الطبيعى، لكن هناك توقف أحياناً لهذه الصادرات أو خطة للاستغناء عنها، وهنا لجأت دول الاتحاد الأوروبى لإعادة فتح مناجم الفحم، وهذه مشكلة كبيرة والسبب الرئيسى فى موجة الجفاف التى تشهدها القارة الأوروبية حالياً.
هل قارة أوروبا وحدها التى فعلت ذلك؟
- هناك الصين أيضاً، الصين فتحت 50 منجم فحم خلال الفترة الماضية، وبكل وضوح لجوء الصين وأوروبا إلى الوقود الأحفورى سبب رئيسى فى ما نراه الآن، وسبب فى هذا الطقس القاسى، ومن ثم نرى الظواهر الغريبة الآن مثل جفاف الأنهار والحرارة المرتفعة. وأشير هنا إلى أننا فى دراسة قمنا بحسابها من 2001 إلى 2021 وجدنا أن ثلث الغابات فى قارة أوروبا احترق.
أود أن أسألك عن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ماذا عن واقع التغيرات المناخية فيها وتأثيرها؟
- يجب أن نفهم جميعاً أننا نعيش فى عالم واحد والتغيّرات المناخية كما نرى تظهر فى مناطق غير متوقعة، على سبيل المثال إثيوبيا الجزء الغربى منها به أمطار، بينما شرق إثيوبيا وتحديداً فى منطقة القرن الأفريقى تعانى من جفاف شديد جداً، والسبب فى ذلك أن خط المطر تحرك شمال غرب إثيوبيا، وأصبحت تسقط أمطار غزيرة جداً، ولهذا نرى فى السودان أمطاراً غزيرة وسيولاً كانت سبباً فى تدمير كثير من المبانى.
مواجهة التغيرات المناخية
دعنا نتفق أن كل دولة تسعى لمصالحها، وليس مصلحة العالم كله، لا يوجد وقود، فالدول تفكر فى البحث عن مصادر وقود، ومن ثم تعود للوقود الأحفورى ونتفق أيضاً فى الوقت ذاته أن هذا أمر خاطئ. واليوم أوروبا فى الوقت ذاته بدأت تفكر فى الحصول على الطاقة النظيفة والشمسية من خلال أفريقيا، أوروبا لديها اليوم مشروع قوى للحصول على الطاقة من القارة السمراء، وهذا أمر جيّد حتى لو أتى متأخراً.