البامبو «مش كرسي وترابيزة بس».. يصلح بديلا للخرسانة والحديد «عن تجربة»
البامبو
«البامبو مش كرسى وترابيزة بس، بل له استخدامات كثيرة أخرى لا يعرفها معظم المصريين، منها استخدامه فى البناء بديلاً عن الحديد والأعمدة الخرسانية»، هذا ما يؤكده الدكتور عادل فهمى، أستاذ العمارة بجامعة العلوم الحديثة، وأحد رواد العمارة البيئية فى مصر، الذى بدأ العام الماضى تدريس كورس دراسى عن استخدام البامبو فى البناء كبديل للحديد والأخشاب، ويبنى مع طلابه نماذج معمارية تعتمد بشكل أساسى على البامبو بجانب الطين.
هذه الحقيقة التى أثبتتها مراكز بحوث ومعاهد علمية عالمية، شرحها أستاذ العمارة ببساطة لطلابه عندما جاء بسيخ حديد طوله 3 أمتار، وعود «بامبو» بنفس الطول، وطلب منهم أن يقفوا على كل منهما، فما كان من الحديد إلا أن انثنى، بينما بقى البامبو ثابتاً لقوة أليافه، وهو ما جعل دولاً كالهند والعديد من دول آسيا الأخرى تستخدمه فى عمل كبارى، وليس مجرد مساكن.
فهمي: قوته وسعره ونموه مزايا تؤهله ليحل محل الخشب
يعرض «فهمى» ما أثبتته مراكز البحوث عن مزايا «البامبو» واستخدامه، مشيرا إلى أن هناك أنواعا منه تنمو بمعدل 40 سنتيمتراً فى اليوم، هذا فضلاً عن قوته، وهو ما يؤهله ليحل محل الخشب فى كثير من الاستخدامات الأخرى، وخاصة مع رخص سعره مقارنة بأسعار الأخشاب التقليدية التى تبلغ 6 أضعاف على الأقل عن سعر البامبو.
ويضيف أستاذ العمارة موضحاً: «نستورد بالعملة الصعبة أنواع خشب درجة تالتة، عادة ما تكون بها نسبة رطوبة مرتفعة جداً، وما بتبقاش صالحة لعمل حاجات كتير، بينما لو استخدمنا البامبو سنوفر عُملة صعبة، ولن يحتاج الأمر لعمالة فنية، على عكس الحال مع الحديد».
صديق للبيئة ويمتص غاز ثاني أكسيد الكربون
لكن تبقى الميزة الأكبر للبامبو، من وجهة نظر «فهمى»، أنه صديق للبيئة ويمتص غاز ثانى أكسيد الكربون، ويمكن أن يكون بديلاً للخرسانة والحديد الملوثين للبيئة، لافتاً إلى أنه فى اليابان وصلوا بالأبنية المستخدم فيها البامبو إلى 3 أدوار، وفى الهند وصلوا إلى 5 أدوار، ناهيك عن استخدامه فى بناء كبارى تسير عليها السيارات، وهو ما جعل دولاً متقدمة مثل ألمانيا تنشئ معهداً متخصصاً لدراسة البامبو.
نجح «فهمى» بالفعل فى بناء نموذج مصرى لمسكن مبنى من الطين والبامبو معاً، كمادتين صديقتين للبيئة يمكن توفيرهما فى البيئة المصرية، مؤكداً أن مثل هذا النموذج يمكن استخدامه فى الأماكن الصحراوية، أو فى أوقات الكوارث لإعاشة المواطنين، حيث يمكن تحضير أجزاء المبنى وتركيبها مع بعضها بسهولة فى ظرف 48 ساعة.
وتتعدد الاستخدامات الممكنة للبامبو داخل المبنى، وفقاً لفهمى، بداية من أنه يمكن أن يحل محل الأعمدة الخرسانية، وهو الأمر الذى تطلب دراسات كثيرة عن سُمك البامبو وكيفية تحميل الطمى فوقه، كما يمكن استخدامه فى عمل حوائط بديلاً عن الطمى، أو سقف ويتم محارته بالطمى، فضلاً عن مناطق تظليل خارجية.
أستاذ عمارة: استخدمناه كأعمدة وأسقف وحوائط.. متين ومرن بشكل يجعله يتحمل الضغوط
أما عن ملاءمة البامبو للزراعة فى البيئة المصرية وإمكانية التوسع فيها، فتؤكد الدكتورة مها فاروق، أستاذ ورئيس قسم بحوث الأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين، أنه ينمو بشكل جيد جداً وسريع فى مصر كلها، والجورة الواحدة منه يمكن أن تُعطينا حتى 20 عود بامبو فى حوالى 3 أو 4 سنين، وبسُمك جيد يتراوح بين 5 و10 سنتيمترات، وقد يزيد، كما أن إكثاره سهل، حيث يمكن زراعته بـ«العُقلة» مثل القصب.
وأشارت أستاذ الأشجار إلى أن الاحتياجات المائية للبامبو تعتبر فوق متوسطة، ويمكن زراعته على جوانب المراوى، كما أنه أثبت نجاحاً فى زراعته على مياه الصرف الصحى، وفيما يتعلق بالتربة فإن كل أنواع التربة مناسبة لزراعته، وإن كانت التربة الأفضل هى التربة الطميية، كما يمكن زراعته فى التربة الرملية أيضاً مع الاهتمام بريه.
وفيما يتعلق بمميزات البامبو، أوضحت الدكتورة مها فاروق أنه يتميز بصفات طبيعية وميكانيكية جيدة، حيث يتميز بالمتانة والمرونة التى تجعله يتحمل الضغوط، وهو ما يجعلهم يستخدمونه فى الخارج فى الإنشاءات والتشييد.