علماء: تغير المناخ كان أمرا متوقعا منذ عقود بسبب الأنشطة البشرية
التغير المناخي يهدد مستقبل كوكب الأرض
كانت ظاهرة التغير المناخي، منذ فترة فترة طويلة من الزمن، بمثابة أمرا يتوقع العلماء حدوثه في المستقبل، لكن الأمر لم يعد كذلك الآن، فقد أصبح بمقدور البشرية أن ترى ما اقترفته أيديها من خلال استخدامها للأنشطة الصناعية بشكل مستمر، خاصةً الوقود الأحفوري الذي أثر على تغير المناخ بالسلب وانعكس على حياتنا، فالعالم يشهد الآن كوارث مناخية جامحة، تتمثل في الفيضانات الشديدة والأعاصير القوية وموجات الحر التي لا يمكن تحملها وزيادة منسوب مياه البحار والمحيطات بشكل مخيف والجفاف، وكل هذه التغيرات المناخية تحدث أسرع بكثير مما توقعه العلماء في الماضي.
ويرى العلماء أنه بهذا المعدل من ارتفاع الاحتباس الحراري الناجم عن الانبعاثات الغازية التي تساهم فيها الدول الصناعية بشكل كبير، فإن البشرية تخاطر بمستقبلها.
هانسن: درجة حرارة كوكب الأرض ترتفع بسبب تراكم غازات الاحتباس الحراري
وفي ثمانينيات القرن الماضي، قال عالم المناخ الأمريكي جيمس هانسن إن درجة حرارة كوكب الأرض آخذة في الارتفاع بسبب تراكم غازات الاحتباس الحراري التي يتسبب بها الإنسان، وذلك خلال إدلائه بشهادته أمام الكونجرس في عام 1988، ولفت إلى أن هذا الأمر بدأ بالفعل في تغيير المناخ والطقس، وفقا لشبكة «سكاي نيوز عربية».
وأوضح هانسن، في وقت سابق، أنه قبل البدء في حرق الفحم كان مستوى ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي 280 جزءا بالمليون، ولكن في الوقت الحالي، فقد تجاوز 400 جزء بالمليون، ودرجة حرارة الكوكب ترتفع أكثر.
وأشار عالم المناخ الأمريكي إلى أنه بسبب الضخ الكبير والمستمر لثاني أوكسيد الكربون الناجم عن استخدام الدول المتقدمة المستمر للأنشطة الصناعية، فقد ارتفعت حرارة الكوكب درجة مئوية واحدة، وهذا الارتفاع يبدو بسيطا، ولكنه كان كافيا في التسبب بالكوارث المناخية الناتجة عن الأنشطة البشرية.
العالم يواجه كوارث مناخية منذ مطلع 2022
ومنذ بداية العام الجاري، يشهد العالم تفاقما في الكوارث المناخية أودت بحياة الكثيرين مثل حدوث الفيضانات في نيجيريا والسودان وموريتانيا وجنوب إفريقيا وباكستان والهند، وأعاصير في أمريكا وألمانيا والصين وكوريا الجنوبية وكندا، والأمطار الرعدية في اليمن والجزائر والمغرب، والجفاف في فرنسا وإسبانيا والعراق وبريطانيا.
القارة السمراء الأكثر تضررا من تغير المناخ
وتعد إفريقيا الأكثر تضررا من التأثير السلبي لتغير المناخ، على الرغم من أنها لم تساهم إلا بنسبة قليلة 3% في إنتاج الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي، وتحصل في المقابل على مساعدات لتلافي الأضرار بنسبة 4%.
وتتعرض العديد من الدول الإفريقية لكوارث مناخية، وتتسبب في أضرار جسيمة في البنى التحتية، ونقص في إمدادات الطاقة والغذاء، وتؤثر بشدة على صحة سكانها وتتسبب في خسارة حياتهم.
الدول النامية تطالب المتقدمة بتوفير مساعدات بقيمة «100 مليار دولار» سنويا
وتأتي قضية تمويل ومساعدة الدول النامية ودول القارة السمراء في التكيف مع التغيرات المناخية ضمن القضايا المطروحة والتي سيتم التركيز عليها في مؤتمر تغير المناخ «COP 27»، حيث إن الدول النامية تطالب باستمرار الدول المتقدمة بتوفير مساعدات طائلة بقيمة 100 مليار دولار سنويا لتتأقلم مع التغير المناخي وتلافي الأضرار التي تتعرض لها على مدار السنوات.
وجدير بالذكر أنه من المقرر انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «COP 27» الذي ستستضيفه مدينة شرم الشيخ في الفترة بين 6 و18 نوفمبر الجاري، وذلك لبحث وإيجاد حلول وسبل للتصدي لتداعيات تغير المناخ التي يعجز العالم عن مواجهتها.