علاج الرهاب الاجتماعي عند طلبة الجامعة.. «استجابة الكر والفر والمناقشة»
الرهاب الاجتماعي مرض يصيب طلبة الجامعة
تحتاج الدراسة في بعض الكليات إلى قدر من المهارات الاجتماعية، خاصةً إذا كانت قائمة على التفاعل مع الجمهور، ومن تلك المهارات الحديث أمام الجمهور والقدرة على توصيل المعلومة دون رهبة.
والطلبة الذين يفتقدون تلك المهارة قد يكونون مصابين بمرض «الرهاب الاجتماعي»، ومعاناتهم تبدأ من صفوف الدراسة، حيث يكونون غير قادرين على عرض أي مادة بحثية أمام أساتذة الجامعة، أو حتى الحديث عن مشروعات تخرجهم أمام لجان تحكيم، كما تحتاج بعض الكليات إلى ذلك من أجل التقييم النهائي.
تسنيم: غادرت القاعة الدرس بسبب التوتر
تسنيم محمد، طالبة في كلية الإعلام جامعة القاهرة، تبلغ 20 عاما، كانت من الطلبة الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، ذكرت أنها عندما كانت تقوم بتقديم عرض تعليمي مرئي أمام «دكتور المادة»، بذلت مجهودا كبيرا في تصميمه مع زملائها، لم تستطع الوقوف أمام الطلاب الذين كانوا يشاهدونها، وتركت الميكروفون، وخرجت من المكان وهي تبكي من التوتر الذي شعرت به: «شعرت أنني نسيت كل شيء، والمعلومات مُسحت من عقلي، مع أني راجعت المادة جيدا قبل العرض»
وأوضحت «تسنيم» لـ«الوطن»أن سبب بكائها هو أنها كانت تشعر بالتوتر الشديد، وأنها تتحدث أمام الجمهور بشكل سيء، وبالتالي خذلت زملاءها وأن العرض فشل بسببها: «بعد هذا العرض شعرت بأنني فقدت جزء من ثقتي بنفسي، وأصبحت خائفة من خوض تجربة أخرى من هذا النوع، و في المرات القادمة لن أشارك أبدا في العرض إلا إذا كانت مضطرة».
75% يعانون من الرهاب الاجتماعي
دكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية أوضح لـ«الوطن»، أن ما يعاني منه الطلبة هو الرهاب الاجتماعي، وهو ما يطلق عليه باللغة الإنجليزية «الجلوسفوبيا»، وهي تعني الخوف من التحدث مع أشخاص غريبة أو مجموعة كبيرة من البشر.
وأشار «هندي» إلى أن هذا الرهاب يصاب به نسبة كبيرة جدا من البشر، وتم إجراء دراسة في جامعة «تينيس يونيكسوفين» في بريطانيا، كشفت أن هناك 57% من البشر يعانون من هذا الرهاب.
سبب الإصابة بالرهاب الاجتماعي
وتابع أن الرهاب الاجتماعي يأتي بسبب وجود خبرات سلبية سابقة: «يأتي هذا المرض بسبب عدم شعور الطالب بالاكتفاء الذاتي، وأحيانا يأتي من الشعور بالخوف من ارتكاب الأخطاء أو خوف الشخص من الحكم عليه من الآخرين أو من الفشل».
وحل ذلك الرهاب بحسب «هندي» يأتي من خلال أكثر من طريقة، والحل الأول يقع على عاتق الأهل، حيث يجب أن يُعلموا أبناءهم الصغار «استجابة الكر والفر» وهي تعني أن يبتسم الإنسان لشخص أو يتحدث إليه بينما يتحرك للأمام والخلف.
من الحلول الأخرى الناجعة لعلاج الرهاب الاجتماعي المناقشة المستمرة بين الأهل والأبناء حول أي سلوك أو قرار يتخذه في حياته، تشجيع الأبناء على التحدث مع جماعات قليلة العدد وأصغر في السن ثم تدريجيا الحديث مع مجموعات أكبر: «هناك طريقة أيضا تساعد من يعانون من الرهاب، وهي أن يستخدموا أسلوب العصف الذهني أثناء التقديم؛ فطرح الأسئلة على الحاضرين تجعلهم لا يركزون تركيزا كليا على من يقوم بالتقديم، ولكنهم يركزون على السؤال والإجابة»