موسم بيع «البطارخ» في أشهر أسواق الأسماك بدمياط.. كنز فوائد للفقير والغني
البطارخ في دمياط
يُمسك شاب في العقد الثالث من العمر بكمية في كف يده، يرفعها عاليًا وهو ينادي على زبائن السوق «قرّب جرّب.. البطارخ وصلت»، في الوقت الذي تُعد هذه الدعاية بشرى خير للفقراء والأغنياء على السواء في محافظة دمياط.
يُقبل المئات من أهالي مدينة دمياط على القنطرة، أشهر أسواق الأسماك في الإقليم، بحثًا عن الأصناف الطازجة والمميزة التي يحبها الناس، ومنها سمكة «البوري»، التي تُعتبر من كنوز البحر، كما يصفها أحمد شطا – بائع أسماك – لافتًا إلى أنها أفضل سمكة من الممكن أن تحظى ببطارخ مميزة منها، ذات قيمة غذائية وجودة، ويفضلها الكثيرون عن بطارخ الأسماك الأخرى.
قيمة غذائية عالية
ويضيف «شطا» في حديثه لـ«الوطن»: الموسم يبدأ في منتصف نوفمبر من كل عام، ويستمر لمدة شهرين، لكن أحيانًا يأتي الخير مبكرًا كما حدث، في الساعات الأخيرة، موضحًا أنه يجري تفريغ السمكة من البطارخ بطرق مختلفة، قبل أن يجري تنظيف البطارخ نفسها، وبيعها بسعر يبدأ الكيلو منه بـ 450 جنيها ويمتد حتى 800 جنيه.
وبيّن أنه يجري بيع كيلو السمك البوري من «الفوارغ» بسعر زهيد، رغم أهمية السمكة نفسها، لكن بعد تفريغ البطارخ منها يصل سعر الكيلو منها إلى 40 جنيهًا بحد أعلى، وقد تكون أقل من ذلك في كثير من الأحيان، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه يمكن أيضًا تفريغ بطارخ سمكة «الطوبارة» ويباع كيلو البطارخ منها بحوالي 350 جنيها، وكيلو سمك الفوارغ بـ 30 جنيهًا، وهو ما يعد الموسم الأقرب إلى قلب الناس كلهم، فالغني يجد متعته في البطارخ وجودتها، والفقير يجد كيلو السمك يقل سعره إلى النصف أو يزيد.
أنواع وأصناف.. في سوق القنطرة
على ناصية الشارع المؤدي إلى سوق الشرباصي، يقف سليم مؤمن، - بائع أسماك – وهو يمسك في يده سكين ليفرغ السمك أمامه من البطارخ، يشرح لنا طريقة ذلك بقوله: «هناك عدة طرق لفعل ذلك، التفريغ بالسكين، أو التفريغ بعد التخزين، وستات البيوت في دمياط يعرفن كيف يفعلن ذلك، ففور اصطياد الأسماك تأتي إلينا فنقوم باستخراج البطارخ وتنظيفها من الأوردة الدموية لبطون السمك، قبل أن تدخل مرحلة التجفيف ثم التمليح، وهناك مدارس في مرحلة التمليح، لكن الأكثر انتشارًا أن الناس في دمياط يفضلون وضعها في أكياس مضعوطة لحفظها، ثم تقديمها للمطاعم أو للزبائن».
وأضاف «مؤمن» أنه يعمل في مهنة البطارخ منذ 25 عامًا، مستطردًا حديثه: «كل موسم بيكون الدهب في البطارخ، الناس بتحبه وبيقبلوا عليه، بنشتغل ولما يخلص الموسم نرجع للجمبري والكابوريا والمرجان والبربوني».
من جانبه، قال ماجد البداوي، رئيس شعبة الأسماك بالغرفة التجارية في دمياط، إن موسم البطارخ والفوارغ يعتبر العيد الأقرب إلى قلوب محبي الأسماك في المحافظة، لافتًا إلى أن البوري والسهيلي والطوبارة من النوعيات المفضلة لدى الأهالي، خصوصًا في موسم البطارخ.
وأوضح البداوي، لـ«الوطن»، أن هناك محالا تجارية تخصصت قبل عشرات السنين في المحافظة، في بيع البطارخ طوال العام، عن طريق تجميدها وبيعها، كما أنها تقدم خصومات مميزة للأهالي، ويمكن أن تشتري ربات المنازل البطارخ لطهيها بمعرفتهن في المنزل، عن طريق القلي أو الشوي.