فرانشيسكو لا كاميرا.. أكبر مسؤول دولي في قيادة التحول للطاقة المتجددة
فرانشيسكو لا كاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة
يأتي مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP-27»، الذي تستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ، خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر المقبل، في «اللحظة المناسبة لتغيير الأوضاع المتعلقة بقضايا المناخ»، بحسب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فرانشيسكو لا كاميرا، الذي أعرب عن توقعه أن تنجح الرئاسة المصرية لقمة المناخ في إحداث هذا التغيير.
ووصف أكبر مسؤول دولي في قيادة عمليات التحول للطاقة المتجددة قمة المناخ في شرم الشيخ بأنها «أهم حدث بيئي في العالم» خلال عام 2022، مشيراً إلى أن المؤتمر يمثل فرصة مهمة للتركيز على قضايا القارة الأفريقية، التي تم إهمالها إلى حد كبير ولفترات طويلة، كما أشاد بالرئاسة المصرية للدورة الـ27 لمؤتمر الأطراف ودورها في الإعداد والتحضير وتنظيم هذه القمة العالمية.
نمو غير مسبوق لاستخدامات الطاقة المتجددة
وجرى انتخاب المسؤول السابق في وزارة البيئة الإيطالية مديراً عاماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» خلال اجتماع الجمعية التاسعة للوكالة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، وتولى مهام موقعه رسمياً في الرابع من شهر أبريل 2019، في وقت يشهد فيه قطاع الطاقة تغيرات مطردة، مدفوعة بنمو غير مسبوق في مجال الطاقة المتجددة، وتزايد الحاجة لاتخاذ إجراءات أكثر جدية للحد من التغيرات المناخية.
ورغم التطورات الكبيرة التي شهدها قطاع الطاقة، لكن لا تزال هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتوسيع نطاق حلول الطاقة المتجددة في قطاعات الاستخدام النهائي، مثل النقل والتدفئة والتبريد، وقال «لا كاميرا» في هذا الصدد: «يدخل قطاع الطاقة العالمي مرحلة جديدة من التطور، ما يدفعنا إلى بذل قصارى جهدنا لإجراء تغييرات سريعة وواسعة النطاق، تدعم تحقيق الأهداف المناخية».
دعم التحول لمستقبل قائم على الطاقة المستدامة
كما أكد المدير العام لوكالة «إيرينا» على ضرورة أن يكون نموذج الطاقة المتجددة عادلاً وشاملاً، وأن يقدم فرص واعدة لتحفيز النمو الاقتصادي بطريقة مستدامة، بالإضافة إلى تعزيز فرص الوصول إلى الطاقة، عبر العمل على «بناء عالم تكون فيه الطاقة متوفرة ومتاحة للجميع»، وتعهد بالعمل مع أعضاء الوكالة، وكذلك أصحاب المصلحة، لدعم مساعي التحول نحو مستقبل قائم على الطاقة المستدامة.
بعد تخرجه من جامعة «ميسينا» في جزيرة صقلية، جنوب إيطاليا، تخصص السياسة الاقتصادية، بدأ «لا كاميرا» حياته المهنية بالعمل كمحلل اقتصادي في وزارة الميزانية والتخطيط، قبل أن ينتقل للعمل في وزارة البيئة والأرض والبحر، ولديه أكثر من 30 عاماً من الخبرة في مجالات المناخ والاستدامة والتعاون الدولي، كما عمل محاضراً للتنمية المستدامة في عدد من الجامعات الإيطالية.
جهود دولية لمعالجة قضايا التغيرات المناخية
ومنذ عام 2014، شغل لا كاميرا منصب المدير العام للتنمية المستدامة والأضرار البيئية وشؤون الاتحاد الأوروبي والشؤون الدولية في وزارة البيئة الإيطالية، حيث عمل خلال تلك الفترة على إبرام اتفاقيات شراكة وتعاون مع عدد كبير من الدول، كما قاد العديد من المساعي الدولية لمعالجة القضايا المتعلقة بالتغير المناخي وحماية البيئة، ولعب دوراً مهماً في مد جسور التواصل بين العديد من المنظمات متعددة الأطراف.
لعب مدير الوكالة الدولية للطاقة المتجددة دوراً كبيراً في تطوير مبادرات مشتركة ترمي إلى تنفيذ بنود «اتفاق باريس»، وترأس الوفد الإيطالي في مؤتمرات أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، بدايةً من (COP-21) في باريس عام 2015، حتى مؤتمر (COP-24) في كاتوفيتشي ببولندا عام 2018، كما ترأَّس وفد الاتحاد الأوروبي بمؤتمر الأطراف (COP-20) في بيرو عام 2014.
شغل «لا كاميرا» منصب الرئيس المشارك لمركز أفريقيا للمناخ والتنمية المستدامة، الذي أُقيم في روما، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو»، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ولعب دوراً رئيساً في التنسيق بين المنظمات متعددة الأطراف، مثل البنك الدولي، وبنك التنمية الإفريقي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، لتطوير مبادرات مشتركة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
ممثل إيطاليا في مبادرات الطاقة المتجددة
شارك فرانشيسكو لا كاميرا في تمثيل الحكومة الإيطالية في العديد من مبادرات الطاقة المتجددة، مثل مبادرة طاقة الجزر المتجددة، والتحالف العالمي للطاقة الحرارية الأرضية، بتنسيق من الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، مما ترأس اجتماعات الموقعين على اتفاقية «آرهوس» للشؤون البيئية، بقيادة لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا، كما ترأس اجتماعات المجلس الاستشاري المعني بتنفيذ الاتفاقية.