رئيس «الصناعات النسيجية»: مصر في طريقها لاستعادة عرش القطن المفقود (حوار)
رئيس "الصناعات النسيجية" : مصر في طريقها لاستعادة عرش القطن المفقود
قال المحاسب محمد المرشدي الخبير في صناعة الغزل والنسيج ورئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات المصرية، إن الحكومة المصرية ممثلة في وزارة قطاع الأعمال العام، بذلت جهودا ضخمة في السنوات الخمس الماضية، لاستعادة عرش الغزل والنسيج، بعدما اهتز في عقدي الثمانينيات والتسعينيات، لأسباب خارجية وأخرى داخلية.
وأكد «المرشدي» في حوار لـ«الوطن»، أن إعادة هيكلة الحكومة لقطاع الغزل والنسيج كانت على كل المستويات، بداية من الزراعة، مرورا بالجني والحلج، ثم الغزل والنسج والتصدير، موضحا أن وعي القيادة السياسية بأهمية القطن والغزل والنسيج، دفعت الحكومة للتطوير منذ عام 2017، بتطوير نظم زراعة القطن طويل التيلة، ومرحلة جني القطن مع تدشين محالج جديدة، وإعاده هيكلة محالج أخرى قائمة، وأخيرا تدشين أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم.
ماذا حدث لصناعة الغزل والنسيج في فترة الثمانينيات؟
- تلك الفترة شهدت تطور عالمي في أذواق المستهلكين في العالم اجمع مما دفع الشركات والمؤسسات الدولية للاعتماد على القطن قصير التيلة بدلا من القطن طويل التيلة الذي تتميز مصر في زراعته في الوقت الذي لاقت زراعة القطن وصناعة الغزل إهمال كبير من الحكومة آنذاك فأصابها التراجع وتقادمت الآلات والمعدات وأصبحت بعيدة عن التكنولوجيا العالمية وما تأخرت الصناعة وأصبحت لا تفي المحلية باحتياجات السوق المحلى والتصدير للأسواق الخارجية.
وبالنسبة لـ بداية التطوير منذ نحو 5 سنوات؟
- وعي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بأهمية الصناعات كافة وصناعة الغزل والنسيج بشكل خاص وتوجيهاته للحكومة بضرورة الارتقاء بزراعة القطن وصناعة الغزل والنسيج كان عامل حاسم في بداية استعادة عرش القطن المصري المفقود.
وماذا حدث خلال الخمس سنوات الماضية حتى الآن؟
- تمت إعادة هيكلة وتطوير زراعة القطن وصناعة الغزل والنسيج على ثلاثة مراحل الأولي تتعلق بداية من زراعة الأقطان من خلال تجربة نفذتها وزارة قطاع الأعمال العام بالتعاون مع وزارة الزراعة عن طريق زراعة 200 فدان، بمنطقة شرق العوينات ووصل متوسط إنتاجية الفدان الواحد نحو 9.85 قنطار في عام 2021 وارتفعت تلك المساحة 250 فدان هذا العام للتوسع في زراعة وإنتاج القطن قصير التيلة إذ أن الطلب المحلي والعالمي على الملابس المصنعة من الأقطان قصيرة التيلة يمثل (97:98%) من إجمالي الأقطان المزروعة مقارنة بـ 3% للأقطان طويلة التيلة فقط، في الوقت الذي تستورد مصر ملابس الجاهزة وأقطان قصيرة التيلة تصل قيمتها إلى ملياري دولار سنويا.
حدثنا عن المرحلة الثانية من التطوير؟
المرحلة الثانية تختص بحلج القطن وتنفذ الحكومة في الوقت الحالي مشروع تطوير 6 محالج على أحد التقنيات العالمية الحديثة بعد أن دشنت بالفعل 4 محالج مطورة في الفيوم والزقازيق وكفر الدوار وكفر الزيات، وسيتم إنشاء اثنين آخرين عام 2023 وأهمية تلك المحالج تكمن في نظام الحلج الألي للقطن، دون تدخل بشري أو يدوي، بما يضمن منتجات قطن خاليا تماما من الشوائب، مع تحسين طريقة التعبئة والتغليف، بالإضافة إلى تدشين منظومة تداول الأقطان التي طبقت تجريبا على مدار عامين، قبل أن تعمم على مستوى الجمهورية العام الماضي، على أن تتم إدراتها إلكترونيا في عام 2023.
وحققت تلك المنظومة نتائج إيجابية في تحسين وتنظيم عملية تداول الأقطان من خلال بيعها في مزادات علنية، وساهمت في تحقيق الشفافية الكاملة في تحديد أسعار الأقطان المعروضة للبيع والحد بشكل كبير من ظاهرة الجلابين والوسطاء بين المنتجين والشركات مما يؤثر سلبا على توازن السوق وإيرادات المزارعين، وتحسين جودة ونقاوة الأقطان في ضوء تحديد سعر القنطار طبقًا للرتبة ومعدلات التصافي مما دفع المزارعين لمزيد من الاهتمام بنظافة أقطانهم، فضلا عن تمكين المزارعين من الحصول على سعر مناسب لأقطانهم من خلال بيعها في مزادات علنية وسرعة تحصيل مستحقاتهم.
وماذا عن المرحلة الثالثة؟
المرحلة الثالثة تشمل صناعة الغزل والنسيج ثم تسويق المنتجات خارجيا بتطوير عدد كبير من شركات الغزل والنسيج بعد دمج 23 شركة في 9 شركات فقط تتضمن تدشين أكبر مصنع في العالم للغزل والنسيج الذي يضم أكثر من 183 ألف مردن للغزل على مساحة 64 الف متر بطاقة إنتاجية 30 طن غزل يوميا بتكلفة إجمالية تصل إلى 540 مليون يورو.
وكيف تسوق الشركات منتجات الغزل والنسيج خارجيا؟
أسست الحكومة ممثلة في وزارة قطاع الأعمال شركة متخصصة لتسويق وبيع منتجات قطاع الغزل والنسيج وإدارة سلاسل الإمداد باسم ECH (Egyptian Cotton Hub)، وذلك من خلال منافذ بيع مختلفة (سلاسل تجزئة عالمية، منافذ بيع مملوكة ومؤجرة، مولات تجارية، المطارات المصرية، سلاسل محلات شركات التجارة الداخلية التابعة للوزارة).
كما دشنت علامة تجارية جديدة باسم nit (مستوحاة من اسم آلهة النسيج في الحضارة المصرية القديمة) في الأسواق العالمية الكبرى، وتطوير أدوات التعبئة والتغليف لكافة المنتجات وتم فتح أول فروع البيع المحلية باسم nit في منطقة الكوربة بمصر الجديدة، بالإضافة إلى جناح داخل متجر دبنهامز في مول كايرو فيستيفال بالتجمع الخامس، ومن المقرر أن يصل عددها إلى 5 فروع قبل نهاية الربع الرابع من عام 2022، فضلا عن إطلاق حملة إعلانية لتسويق منتجات nit وكانت البداية على مواقع التواصل الاجتماعي.