رمضان جاب الله يكتب: أزمة العشوائيات
العشوائيات سرطان ينهش فى جسد الأرض الزراعية، بمصر يعيش بها، حسب التقديرات الحكومية، أكثر من ثمانية ملايين مواطن، أى حوالى واحد من كل عشرة مواطنين، وهى تعانى من سوء الخدمات الأساسية للمواطن من مياه وكهرباء وصرف صحى. وتبذل الدولة مجهوداً لمحاولة تنمية العشوائيات ولكن المجهودات تضيع هباءً مع زيادة المواطنين الموجودين بها ومع عدم خروج معظم سكانها لمناطق أخرى لأسباب أهمها بالطبع ضيق ذات اليد وعدم القدرة على شراء مسكن فى مكان آخر، والخروج من العشوائيات يومياً والعودة أصبحا معاناة بسبب أن أن العشوائيات على أطراف القاهرة مثلاً يخرج سكانها للعمل ويرجعون من منفذ واحد لكل عدة ملايين وأكبر مثال لهذا كوبرى المشاة الجديد الذى يعبر مزلقان أرض اللواء فهو كوبرى جديد أنفق عليه ملايين ولكنه يزدحم بالملايين كل صباح ومساء لأنه منفذ لمنطقة كبيرة من العشوائيات من خلفه وحل الكوبرى بسيط وهو أن يكون كوبرى مزدوجاً بسلم آخر ويخصص سلم للصعود وسلم للهبوط. ويتبقى الأصعب وهو الخروج الدائم لسكان العشوائيات إلى المدن الجديدة. وهو طريق طويل يشمل أن نبدأ بتعمير ما هو غير مأهول بالسكان من مساحة مصر وهو 95% منها وهى نسبة كبيرة جداً. حيث يزدحم السكان فى 5% فقط من مساحة مصر على الوادى حول النيل. وطبعاً لا بد أن يكون التعمير بمشاريع عملاقة جاذبة للسكان وبأسعار يستطيع المواطن البسيط أن يمتلك سكناً بها أو بحلول وأفكار جديدة كالتملك بالقيمة الإيجارية ونقل الوزارات والمصالح المختصة بكل مدينة جديدة إليها وعمل بعد وعمق صناعى أو زراعى لكل محافظة حتى يقلل من الهجرة للقاهرة، العشوائيات قضية كبيرة وتحدٍ أكبر لمصر لا يمكن لمصر أن تتقدم دون حل ناجع لها يشفى هذا المرض تماماً لا تسكين آلامه بالمسكنات ويرحم ساكنيه ويمنحهم حياة كريمة تعلى من شأن المواطن والوطن.