«منار» تعلمت «الفِلاحة» للإنفاق على أسرتها: «عايزة ولادي يبقوا أحسن مني»
منار تساعد زوجها في فلاحة الأرض
أحيانًا قد تضع الحياة أمام الفتاة تجارب مختلفة ومبكرة بالنسبة لعمرها بسبب العادات والتقاليد مجتمعية، ولكنها رغم ذلك تسعي بشجاعة للتأقلم مع الظروف مثلما فعلت «منار عبدالعزيز» التي قررت أن تتعلم مهارات الفلاحة في الأرض الزراعية وتعمل في الأراضي الزراعية، كي تستطيع مساعدة زوجها في مصروفات الحياة وتستطيع توفير حياة كريمة مليئة بالحب لأولادها.
«منار»: اتعلمت الفلاحة علشان أجيب رزق عيالي
تزوجت «منار» من محافظة الدقهلية وهي في عمر الـ 19 عامًا، ولم تكن تعلم أي شئ عن مهنة الفلاحة ولكنها على قدر عالٍ من الحنكة، لذلك قررت التعلم لتستطيع مساعدة زوجها في الأرض خاصته حيث يزرعون الذرة: «ماكنتش أعرف حاجة عن الأرض لكن شوفتهم بيعملوا كل حاجة إزاي وبقيت بعمل زيهم، دلوقتي بعرف أجمع القطن، أقطع وأملص الذرة، لازم أتعلم عشان أجيب رزق عيالي من الأرض».
أشارت «منار» إلي أنها أنهت دراستها بحصولها علي دبلومة في فن الزخرفة، رغم أنها كانت تأمل التخصص في دبلومة الكهرباء للتعلم عن التركيبات والمعدات الكهربية فهي تهوى الأنشطة المتعلقة بهذا المجال: «قالولي كهربا صعبة مش هتقدري تكملي فيها رغم إن مجموعي كان جايبها، فاخترت زخرفة بس أنا بعرف كل حاجة ليها علاقة بالكهربا، ممكن أركب لمبة، أوصل أسلاك، أركب دوائر كهربية».
واجهت «منار» في بداية عملها صعوبات شتى، فقد كان جسدها يتعب كثيرا من المجهود الذي تبذله للعمل في الأرض الزراعية، إذ تغادر منزلها قبل شروق الشمس وتعود مع آذان المغرب أي ما يقارب الـ13 و14 ساعة عمل متواصل: «بناخد فترات راحة، يعني مثلًا مفيش وقت للفطار لو نازلين شغل هي كوباية شاي ومعاها لقمة جبنة، ووقت الغدا هو فترة الراحة عندنا، وكنت بتعب في الأول خصوصًا من الشمس ومعايا طاقية كده بلبسها تحميني ودلوقتي اتعودت».
«منار»: شغلانة الفلاحة حلوة بس مش سهلة
ضمان مستقبل أفضل لأبنائها هو ما يمنح «منار» إحساسًا بالأمل والصبر تجاه عملها في الأرض الزراعية، فهي حريصة أن تلحقهم بالتعليم لكي يحصلوا على حياة أفضل وأسهل من حياتها: «عندي 3 أطفال أكبرهم عمره 6 سنوات، بوديهم من وهما سنتين لواحدة بتعلمهم الحروف الأبجدية والأرقام من بدري، وبحفظهم قرآن، عايزاهم يطلعوا حاجة كبيرة أوي ويبقوا أحسن مني، هي شغلانة الفلاحة حلوة بس مش سهلة».