أغرب حكايات التائهين: «سيدة الكرنك» رجعت بعد نصف قرن.. و«DNA» يعيد شابين بعد 20 عاما
بين الغياب والعودة بكاء ودعاء وأمل وتحليل البصمة الوراثية هو الفيصل
سيدة الأقصر في أحضان والدتها بعد غياب 50 سنة
فراق وغياب يمتد لأيام طويلة، ثم لأسابيع، ويطول لأشهر، وسنوات طويلة، حتى يصبح حلم العودة أشبه بالمستحيل، لكن الأمل يظل موجودًا ولو كان خيطًا ضعيفًا، فربما تتحقق معجزة ويعود الغائب لأحضان أهله، ممتلكًا حكايات تحمل بين طياتها لحظات من الألم والبكاء، تنتهي بالفرح والشعور بالأمان.
وفيما يلي تنشر «الوطن» أغرب 3 حالات اختفاء وعودة، أحدهم قصة رضا «سيدة الكرنك» التي عادت لأحضان أسرتها بعد مرور 50 عامًا على اختفائها.
«سيدة الكرنك» عادت لأسرتها بعد نصف قرن
50 عاماً مرت على اختفاء «رضا عبد الرحيم»، الشهيرة بـ «سيدة الكرنك» التي استقلت القطار أثناء لهوها، تاركة والدتها التي كانت تعمل في بيع الخضروات والفاكهة بجوار محطة القطار، لتفاجئ الطفلة بتواجدها في محطة «ملوي» بمدينة المنيا، ويتبناها أحد الأشخاص بعد عدم العثور على أسرتها، وظلت معهم 9 سنوات قبل أن تقرر الرحيل عنهم في الخامسة عشر من عمرها، وتجولت بين المحافظات بحثًا عن أسرتها حتى استقرت في محافظة الأقصر، والتقت بأحد الشباب وتزوجت منه واستقرت في حياتها.
تزوجت وأنجبت 5 أبناء
عاشت «رضا» مع زوجها في محافظة الأقصر، وأنجبت 5 أبناء، ولم تتمكن من نسيان والديها، وظلت تحلم بلقائهما، داعية الله أن يجمعها بهم، وسرعان ما أصيب زوجها بورم خبيث، واضطرت للعمل حتى تدبر مصاريف أبنائها، وتكلفة علاج زوجها إلى أنّ توفى، وأسرت على تعليم أبنائها والحقتهم بالأزهر الشريف، حتى روت قصتها لجارتها التي ساعدتها في الوصول إلى شخص ليساعدها في العثور على أسرتها.
فرحة لقائها بأسرتها بعد 50 سنة
انتشرت قصة «رضا» على مواقع التواصل الاجتماعي، وتداولها الكثيرون، حتى رآها أحد أقاربها الذي أخبر أسرتها، فاستقلت والدتها قطار الصعيد على الفور، يرافقها 36 آخرين من أسرتها، لترى ابنتها بعد مرور 50 سنة على غيابها، فيما أكدت والدتها أنّها كانت تحلم بها باستمرار وكانت على يقين بعودتها إليها مهما طال الزمن.
«أيمن» تاه في السوق وعاد بعد 20 عاماً
لم تختلف قصة «سيدة الكرنك» كثيرًا عن الطفل عبده جمعة عبده، الذي خرج ليلحق بوالدته بائعة الخضروات في قرية اللشت بمحافظة الجيزة، وهو في الثالثة من عمره قبل أن يختفى بين الزحام، ولم يعد، وظلت والدته تبحث عنه لكن دون جدوى، بينما وصل الطفل إلى إحدى قرى مركز الواسطى بمحافظة بني سويف، إذ عثر عليه شخص يدعى حسن البرقيعي، وتبناه واستخرج له بعض الأوراق الرسمية وسماه «أيمن عزت السلطان».
صدفة غريبة تجمعه بأسرته
أيام طويلة مرت على الأم دون أن يقرب النوم عينيها أو تجف دموعها من كثرة البكاء، تدعو الله أن يرد لها ابنها، ومرت السنة تلو الأخرى حتى اكتملت 20 عامًا، ليعود الطفل إلى أحضان والديه بصدفة غريبة.
بائعة الزبدة كلمة السر
وبينما كان أحد الأشخاص يروي قصة اختفاء ابنه في القطار، سمعته بائعة «الزبدة»، وأخبرته أنّ جيرانها عثروا على طفل في نفس التوقيت بنفس المواصفات ويعيش معهم، وساعدتهم في أن يلتقيا معًا، وقامت الأسرة بعمل تحليل البصمة الوراثية «DNA» في مصر، وأخرى أرسلتها إلى فرنسا، لتؤكد أنّه ابنهم الضائع، وتستقبله أسرته بالطبول.
«محمد» عاد لأسرته بعد 20 سنة
أما قصة الغياب الثالثة، كانت لطفل كفيف يدعي محمد أحمد حجازي ابن مركز ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، تاه من أسرته قبل 20 عامًا، وهو في السادسة من عمره، وعثروا عليه بالصدفة وهو شاب في عمرفي عمر الـ26 ربيعًا، بعدما شاهد جيرانه منشورًا على موقع التواصل الاجتماعي حول قصة اختفائه، ولاحظوا انطباق المواصفات عليه، فأخبروا والده وظل يبحث عنه حتى توصل إليه وتبينّ أنّه يعيش في أحد المناطق بمحافظة كفر الشيخ.
ورغم تأخر الوقت، لم ينتظر الأب حتى سطوع النهار، فتحرّك على الفور إلى مدرسة المكفوفين، فوجد الباب مغلقًا، وظل يطرق الأبواب وينادي باسم ابنه حتى فتح له الباب، فسأله عن اسمه فأخبره باسمه، كما أنّه لديه علامة مميزة أعلى حاجبه كان أصيب بها في طفولته، فسأله ماذا كان يعمل والدك، فأخبره بعمله، فتأكدّ من أنّه نجله، فأمسك بيده من خلال الباب المغلق.
البصمة الوراثية يثبت علاقتهما
انهمرت الدموع من عينيه بينما يردد «أنا بابا يا محمد»، وأمسكا بأيدي بعضهما البعض من بين فتحات الباب الحديدية، حتى اتصلا على مدير المدرسة، ليأتي ويفتح الباب ولكنه رفض تسليمه له إلا بعد إجراء تحليل البصمة الوراثية، للتأكد من أنّ هذا الشخص هو أبوه بالفعل، وبعد مرور 10 أيام، ظهرت نتيجة تحليل البصمة الوراثية «DNA» التي أكدت أنّه ابنه، واصطحبه معه عائداً إلى منزله مرة أخرى.