«جمال» من جيل اللمبة الجاز يحول الصاج لـ«قمع وصينية وشواية»: «سمكري وافتخر»
عم جمال أشهر سمكري أفرنجي بسوهاج
رجل سبعيني تظهر علامات الأصالة والعراقة على وجهه، يقف داخل ورشة سمكرة صغيرة، ورثها عن أجداده بمدينة سوهاج، وبيده الكثير من الأدوات التي يستخدمها في تشكيل «الصاج» لقطع تستخدمها ربات البيوت كـ«الوابور، اللمبة، الشعلة والسبرتية والصواني الصاج»، ليصبح أشهر وأقدم «سمكري أفرنجي» في المحافظة.
«جمال» يعمل سمكري أفرنجي منذ سنوات
سنوات كثيرة قضاها جمال السوهاجي، يعمل بحرفة «سمكري أفرنجي» التي أوشكت على الاندثار، ظل محافظا عليها ولا يعرف غيرها بحسب حديثه لـ«الوطن»: «مهنة السمكري الأفرنجي دي قديمة وليها ماضي كبير، وصاحبها كان له مكانة كبيرة وسط الناس، لإننا بنصنع موقد النار بأشكال مختلفة ودا ضروري في كل بيت والستات متقدرش تستغنى عنها».
لا يمتلك «جمال» وقتا للرفاهية، فالرجل السبعيني اعتاد على قضاء معظم يومه داخل ورشته التي تعد مصدر رزق أسرته: «معندناش وقت للراحة بسبب الزحام المتواصل لصناعة موقد النار والإضاءة، وإصلاح الأواني المعدنية، وصناعة أدوات المخبوزات، والحلوى زي الصواني الصاج، وقمع البلح الشام، ونقاشة الكعك».
«جمال»: أنا من الجيل اللي عاش على «اللمبة الجاز»
عاش «جمال» ورفاقه قديما على لمبة الجاز وقت الظلام، كان يباشر عمله على تلك الأداة القديمة التي صنعها بيديه: «أنا من أبناء الجيل اللي عاش في الظلام وعلى اللمبة الجاز، التي تعلمنا عليها، صنعناها بإيدينا، وعشنا أيضًا لحظة دخول الكهرباء إلى المنازل في القرى».
يفتخر «السوهاجي»، بمهنته التي لم يعرف سواها وعمل على تطوير صناعته لتناسب التطور الذي شهده العالم: «أنا بفتخر بشغلي، وطورت نفسي، وبعد صناعة الوابور واللمبة الجاز بدأت أشكل الصاج لأدوات تُستخدم الأفراح والمناسبات زي منقوش الكعك والبسكوت وقمع بلح الشام، وكمان القمع وصنية الكنافة والشواية التي يوضع بداخلها الفحم».