«عبدالعال» مدير مدرسة بدرجة «رب أسرة».. 37 عاما حوّل فيها الفصول إلى «جنة»
أحمد عبدالعال مدير مدرسة
37 عاما قضاها «أحمد عبدالعال» مديرا لمدرسة صلاح ياسين التجريبية، لم يدخل إليها «صنايعي» واحد، يستيقظ صباحا لصلاة الفجر ثم يذهب إلى محراب العلم، مهمته الأصيلة على الورق «مدير»، لكنّه إلى جانب عمله في الإدارة يعمل «سباك، ونجار، وكهربائي، وجنايني، ونقاش»، كأي رب أسرة حريص على تنظيم منزله وتجديده وتطويره دائما.
لا يرى «عبدالعال» أنّ ما يفعله «مهين»، على العكس، يرى أنّه يخلق مناخا من الحب والود والتفاهم بين جميع العاملين في المدرسة، يقول لـ«الوطن»: «الطلبة لما يشوفوني بشتغل بيساعدوني، والكل هنا بيحبوني، المدرسين بينادوني بـ(بابا)، والطلبة بيقولولي (يا جدو)».
تكريم من الإدارة التعليمية
كرّمته الإدارة التعليمية في مدينة رأس غارب شمال البحر الأحمر، على ما فعله في المدرسة، وبعد أسبوعين يُحال إلى المعاش، لكنه يؤكد لـ«الوطن» أنّه لن ينسى مدرسته: «هروح هناك على طول، أنا بحبهم وهما بيحبوني».
استعدت المدرسة بفضل «الجهود الذاتية» لـ العام الدراسي الجديد، بتركيب بلاط في الحوش بأطوال نحو 1000 متر، فضلا عن دهان 36 باب فصل، وحوائط، يقول: «المدرسة اتجددت بمساعدة أولياء الأمور وأهالي رأس غارب، علاقتي بيهم طيبة وقدرنا نطور المكان اللي الأولاد بيتعلموا فيه».
37 عاما دون شكوى
طوال فترة عمله في الإدارة، لم تصدر عنه أي مشكلة، ولم يشكُ منه أحد، بحسب هشام عواد، مدير إدارة رأس غارب التعليمية، يقول عن «عبدالعال»: «مدير مش عادي، معملش أي مشاكل، وكل المدرسين والطلبة وأولياء الأمور بيحبوه، عشان كده الإدارة كرّمته».
َمدير مدرسة من طراز فريد
«مدير مدرسة من طراز فريد».. بهذه الجملة وصف مصطفى عبدالحافظ، أحد أولياء الأمور، مدير المدرسة، قائلا إنّ الكل اجتمع على محبته، وبفضل جهوده تحوّلت المدرسة إلى جنة: «ركب بلاط وفلاتر، وزرع شجر، وكل الأهالي بيحبوه، ولما اتكرّم الحفل كان في ناس كتير جدا من الأهالي والطلاب والمدرسين، الكل بيحبه».