«جمعة»: مصر تلعب دورًا محوريًا في نشر ثقافة التعايش بين أتباع الأديان
وزير الأوقاف
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في كلمته بمؤتمر زعماء الأديان بدولة كازاخستان، إنّ مصر تلعب دورًا محوريًا في صناعة السلام ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر، مؤكدا أنه يجب العمل على التحول من ثقافة النخب إلى ثقافة الشعوب والمجتمعات، وأضاف أن أكثر الأمم إيمانا بحق التنوع وقبول الآخر أكثرها أمنا وأمانا واستقرار، ويجب احترام خصوصية الآخر الدينية والثقافية دون إملاء أو استعلاء.
الدين قائم على الإيمان بالتنوع
جاء ذلك خلال كلمته بـ المؤتمر السابع لزعماء الأديان، الذي ينعقد في الفترة من 14 إلى 15 سبتمبر 2022، تحت عنوان «دور قادة الأديان العالمية والتقليديَّة في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد-19»، وأضاف الوزير أن ديننا الحنيف قائم على الإيمان بالتنوع والاختلاف، بل إنه قد ذهب إلى أبعد من ذلك، فحث على التعارف والتعاون والتكافل، حيث يقول الحق سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
وأضاف مختار جمعة: «بالواقع المعاين المشاهد ندرك أن أكثر الأمم إيمانًا بحق التنوع والاختلاف وقبول الآخر والمختلف وترسيخ أسس المواطنة ، والإيمان بقضية التعايش السلمي بين أبنائها من جهة وفيما بينها وبين الآخرين من جهة أخرى هي الأكثر أمنًا واستقرارًا وتقدمًا ورخاءً وازدهارًا ، وأن الأمم التي وقعت في أتون الاحتراب والاقتتال الطائفي أو المذهبي أو العرقي أو القبلي داخليًّا أو خارجيًّا سقطت في دوائر فوضى ودمار عصفت بكيانها وأصل وجودها ، وعلى أقل تقدير مزقت أوصالها وهزت كيانها ، ولو أن البشرية أنفقت على التنمية وتحسين أوضاع الفئات المحتاجة والمهمشة معشار ما تنفقه على الحروب لتغير حال البشرية وعمها الأمن والاستقرار» .
احترام الخصوصية الدينية والثقافية
وشدد على وجود الرغبة الحقيقية لكل الأطراف في إعلاء القيم المشتركة واحترام خصوصية الآخر الدينية والثقافية وتجنب جميع مظاهر الأنانية والاستعلاء، مستشهدًا بقول ابن رشد: «يجب علينا أن ننظر فيما قاله الآخرون وما أثبتوه في كتبهم، فما كان منها موافقًا للحق قبلناه منهم، وسُررنا به، وشكرناهم عليه، وما كان منها غير موافق للحق نبّهنا عليه، وحذّرنا منه، وعذرناهم».
ولفت إلى أن هذا التعاون يجب أن يتم في ضوء الاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب، من غير أن يحاول أحد أن يفرض قيمه وأنماط حياته وثقافته الخاصة على الآخر، وأن نعمل جميعًا في ضوء القيم الإنسانية المشتركة، فنُعلي من شأن المتفق عليه، ويعذُر بعضنا بعضًا في المختلف فيه، متجاوزين مجرد قبول الآخر إلى التسامح معه، واحترام اختياره، والعمل على عدم ازدراء معتقده أو جرح مشاعره.
دور القيادات في تعزيز الحوار الشامل
وتطرق الوزير في كلمته إلى دور القيادات الدينية والقيادات السياسية الرشيدة في تعزيز الحوار الشامل بين الأديان ونشر السلام ومكافحة التطرف والإرهاب: «يجب أن نعمل جميعا على التحول بثقافة التعايش والسلام من ثقافة النخب إلى ثقافة الشعوب والمجتمعات ليعم السلام أرجاء المعمورة».
وفي نهاية كلمته أكد على الدور العظيم الذي يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي في نشر ثقافة الحوار وتعزيز أسس السلام الإنساني والعالمي، ومواجهة التطرف بكل أشكاله وصوره، لافتا إلى دور الدولة في ظل قيادة الرئيس المحوري في العمل على إحلال السلام العالمي وترسيخ أسس العيش المشترك بين البشر جميعًا.
.