حى المقطم يصادر إشغالات بائعى «حلوى المولد».. ويوزعها على دور الأيتام
أمام الباعة الجائلين الذين يفترشون الأرصفة لبيع حلوى المولد النبوى الشريف، وأصحاب المحال الذين يستغلون الموسم فى إشغال الطريق وإعاقة حركة المرور، لم يجد اللواء عبدالسميع وهدان، رئيس حى المقطم، حلاً أمام هذه المشكلة المتكرّرة سوى جمع البضائع التى يبيعونها بطريقة غير قانونية، وتوزيعها على دور الأيتام.
رئيس حى المقطم، أكد أن الباعة الجائلين لا يمتلكون سنداً قانونياً لافتراش الطريق، مما تسبب فى إحداث فوضى مرورية، دفعت الحى إلى التحرّك وأخد جميع البضاعة التى يمتلكونها لاستخدامها فى الخير، وقال لـ«الوطن»: «لو خدنا البضاعة، هيقولوا الحى بييجى على الغلابة، إحنا قلنا مفيش أحسن من إننا نفرّح اليتامى وندخّل الضحكة على وشوشهم، بمناسبة المولد وكله بثوابه». أصحاب المحال الذين يفترشون جزءاً من الرصيف، وقام الحى بسحب البضاعة منهم، وصفوا تصرف الحى بـ«البلطجة»، وهو ما رد عليه «وهدان» بقوله: «صاحب المحل اللى ياخد الرصيف وجزء من الشارع لحسابه هو اللى بلطجى، ولازم يتحاسب، ولو سيبناه هيقولوا الحى واخد رشوة عشان يسيبه»، مضيفاً: «حتى لو فيه مخالفة هيدفعها، وبرضه هنشيل الإشغالات من الطريق، وإلا هيبقى عادى، ادفع مخالفتك واعمل اللى انت عاوزه، الموضوع مش مخالفة وخلاص». وأكد «وهدان» أن الحى معه جميع الإيصالات التى تثبت أنه وزّع الحلوى على دور الأيتام، ومحدد فى كل إيصال الكمية المرسلة، لافتاً إلى أن قرار توزيع حلوى المولد على اليتامى جاء دون ترتيب مُسبق، حيث إن الحى قام بإنذار الباعة بعدم التعدى على حرم الطريق، إلا أنهم لم ينصاعوا، وضربوا بالتهديدات عرض الحائط: «لو صاحب المحل التزم وحط الحلاوة أو بضاعته جوه حدود المحل بتاعه ماكانش حد من الحى قدر ياخد منه حاجة، ولا حتى يقرّب منه».
من جانبه قال إبراهيم عوض، أحد الباعة بالمقطم، إنه لا يجوز التصدّق بأموال الباعة، متسائلاً: «إحنا إيه أكد لنا إن بضاعتنا راحت لليتامى، طب ما ندفع غرامة ونمشى بس يسيبوا لينا بضاعتنا اللى تعبنا فى فلوسها؟»، مضيفاً: «وبعدين ليه المحافظ ما بياخدش باله من بياعين الخضار والملابس اللى فارشين فى كل حتة، والّا هو حرام علينا وحلال عليهم؟». الدكتور أحمد محمود كريمة، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، جامعة الأزهر، قال إنه لا يجوز إدانة المسئول على فعلته، فما قام به تنفيذ للقانون لا شأن له بالحلال أو الحرام: «الدين ما يقدرش يحرم مسئول بينفذ القانون، لأنه فى الآخر بيطبق أمر تنفيذى واجب عليه نفاذه».