عربة صغيرة بـ3 عجلات، اشترى «محمد»، جزءً منها وصنع الآخر بيديه لتكون مصدر رزق لأسرته، زينها بلافتة خضراء مكتوب عليها «عجينة طعمية.. الطعم البيتي الأصيل»، محملة بأكياس خضراء داخلها «العجينة» المُعدة للتحمير والأكل، يجوب بها نحو 20 كيلو يوميا بشوارع مدينة العريش، بحثا عن رزق أسرته المكونة من 5 أفراد.
«اسعى يا عبدي وأنا أسعى معاك»، شعار رفعه محمد عمر صبرة، 37 عاما، منذ تخرجه في دبلوم الصنايع عام 2000، وبدأ يبحث عن مصدر رزق لأسرته بدلا من الجلوس على المقاهي: «لازم نشتغل وربنا قالنا اشتغلوا وابحثوا عن أرزاقكم ولقيت إن عجينة الطعمية أكتر حاجة الناس بتشتيرها وانا بارع فيها، فعملت عربية صغيرة وبقيت ألف شوارع العريش صباح كل يوم، علشان أقدر أوفر احتياجات ولادي».
لم يحالف الحظ الشاب «محمد»، في الحصول على وظيفة حكومية، لكنه قرر ألا يستسلم وأن يبحث عن مصدر دخل يعول به أسرته: «مفيش حاجة اسمها الشاب يقف علشان ملقاش وظيفة حكومي، الخاص زي العام، المهم يبقى عندك إصرار تكسب قوت يومك من عرق جبينك، الشغل مش عيب طالما شريف».
3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و9 سنوات، استطاع الشاب الثلاثيني، توفير احتياجاتهم اليومية من المأكل والملبس ومصروفات المدارس، من خلال بيع «عجينة الطعمية» وفقا له: «اشتغلت في مطعم لكن لقيت الراتب ميكفيش احتياجات أسرتي، فدبرت أموري وفتحت مطعم صغير لكن لقيت التكلفة عالية فقفلته وبقيت ألف بعجينة الطعمية في الشوارع».
«محمد»: شخص دفع لي مقدم عجلة لتكون مصدر رزقي
يستيقظ الشاب الثلاثيني في الصباح الباكر، يرافقه طفله الصغير، حيث يصنع الأب «عجينة الطعمية»، ليساعده نجله في بيعها حتى أصبح اشهر بائع لها في العريش بعدما ساعده أحد الأشخاص في دفع مقدم العجلة: «بعمل الطعمية وأجوب الشوارع وابني بيقف بجزء منها أمام مسجد النصر أحد أشهر ميادين العريش، والحمدلله ربنا بيراضينا وفيه إقبال كبير ولقبوني بأشهر بائع في المنطقة، علشان بصنعها بطرق مختلفة أبرزها الخضروات الصحراوية ما يجعل مذاقها خاصا وطعمها بيتي أصيل»
الشاب: أسير 20 كيلو يوميا على قدمي
20 كيلو مترا هي المسافة التي يقطعها «محمد»، سيرا على اقدامه مصطحبا عجلته يوميا، لايكل ولا يمل من أجل تحسين دخله وتوفير متطلبات أسرته: «بمشي بعجلتي كل يوم 20 كيلو، بدفع العجلة قدامي وبسير على أقدامي بحثا عن رزقي بالحلال ولتوفير كل ما يحتاجه ولادي، بتعب أه بس باكل بالحلال».
لا يحلم الشاب الثلاثيني، سوي بكشك صغير يقيه من السير طويلا على قديمه: «نفسي في كشك صغير أبيع فيه عجينة الطعمية والمخللات والفلفل الأحمر الحار، اللي بعملهم بإيدي، دلوقتي بصنع 10 كيلو عجينة طعمية بخاف عليها من التلف علشان مفيش فريزر، لكن لو فيه محل هيكون الوضع مختلف وظروفي هتتحسن للأفضل».
تعليقات الفيسبوك