مستشار أردوغان: لم نؤسس علاقة مع الإخوان فقط
قال أمر الله أشلر، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إننا لم نؤسس فقط علاقة مع الإخوان وتركنا بقية الدول العربية، نحن نؤيد دائما تأسيس علاقات قوية مع الجميع بغض النظر عن انتمائه الطائفي أو العرقي أو المذهبي".
وتابع أشلر، ردا على مداخلات المشاركين في مؤتمر "الإسلاميون والحكم: قراءات في 5 تجارب"، والذي نظمه مركز القدس للدراسات السياسية في عمان "عندما وصلت الأحزاب التي أسسها الإخوان في دول الربيع العربي للحكم أسسنا معهم علاقات قوية، وفي الوقت نفسه طورنا العلاقات مع دول الخليج ومع نوري المالكي في العراق وقبله مع بشار الأسد"، متسائلا هل المالكي ودول الخليج من جماعة الإخوان المسلمين؟.
وأضاف المستشار التركي، أن علاقتنا مع المالكي كانت جيدة؛ ولكن عندما بدأ يطبق سياسة طائفية منذ العام 2009 أصبحت العلاقات شبه مقطوعة، ولكن عندما تسلم حيدر العبادي مهامه بدأنا نؤسس لعلاقات قوية مرة أخرى، منوها بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوف يزور العراق في العام 2015، قائلا: "إننا مع مبدأ صفر المشاكل ومصممون على تنفيذه كما أننا على مسافة واحدة من الجميع بغض النظر عن انتمائه الأيدلوجي أو العرقي أو الطائفي".
وأشار أمر الله أشلر إلى أن بلاده لم ولن تدعم أية جماعة مسلحة أو إرهابية، لأنها تعاني من الإرهاب وتحاربه، قائلا: "إن تركيا لا تكذب أبدا وصادقة تماما في مقولاتها ، وسياستها تقوم على المباديء وليست على الازدواجية، وأنها أسست لعلاقات مع الجميع وفي كل بلدان العالم وليس دول الجوار فقط"، مضيفا "تركيا دولة مستقلة وتحدد سياستها واستراتيجيتها لنفسها ولا تسمح بتلقي أية طلبات من أية دولة أخرى"، مؤكدًا أن بلاده لا تتدخل في شؤون الغير ولا تقدم أسلحة للارهابيين الذين يدخلون إلى سوريا.. متسائلا أليست لسوريا حدود جوار مع العرق والأردن وكذلك مع لبنان؟.
وتابع أشلر أن هناك محورًا معاديًا لتركيا ولديه إمكانيات وإعلام وكل يوم يختلق الأكاذيب ويقدم الأسلحة للجماعات المسلحة والسجناء الذين يطلق سراحهم ويرسلهم إلى سوريا، مشيرًا إلى أن معظم المقاتلين في سوريا والعراق يأتون من أوروبا.
وقال المسؤول التركي، إننا في حزب العدالة والتنمية لا نعتبر أنفسنا إسلاميين بل نحن حزب ديمقراطي محافظ، خصوصًا وأن الإسلام دين فوق كل حزب كما أن جذورنا إسلامية، والإخوان في تركيا هم حزب سياسي وليس حركة دعوية، وهذا هو الفرق بيننا وبين الحركات الإسلامية في المنطقة العربية، موضحا أن حزب (العدالة والتنمية) وصل إلى الحكم بإرادة الشعب وليس بإرداة أمريكية ولا غربية؛ وبعد مرحلة اضطرابات تمثلت بانقلاب قام به الجيش التركي وأزمتين اقتصاديتين.
وفيما يتعلق بتونس، أجاب أشلر "دائما كانوا يتهموننا بأننا نؤسس علاقة مع الإخوان المسلمين فقط، ولكن عندما فاز قائد السبسي في الانتخابات قمنا بتهنئته، أي أننا على مسافة واحدة من الجميع، ونحترم نتائج الانتخابات في كل البلدان العربية"، مضيفا "نعيش في منطقة واحدة يتعين علينا أن نؤسس لعلاقات جيدة وقوية على غرار ما فعله الغرب".. متسائلا أليس الغرب هو الذي قام بالحرب العالمية الأولى والثانية ومات الملايين، وبعد ذلك جلس على الطاولة وأسس الاتحاد الأوروبي وكانت خلافاتهم أكبر وأجسر من خلافاتنا.
وقال إن سياسة تركيا في المنطقة ليست متناقضة ووقفت دوما مع المطالب الشعبية المشروعة والتحول الديمقراطي، لافتًا إلى عدد من المخاطر التي تحيق بالمنطقة وأهمها إحياء النعرات الطائفية والإثنية والسياسات الاسرائيلية وجعل المنطقة نقطة جذب للتنظيمات الإرهابية.
واعترف بأن تركيا معرضة للاستهداف حيث كان هناك مخطط يحاول استهدافها منتصف السنة الماضية، مشيرًا إلى أن أحداث تقسيم كانت محاولة لإفشال تجربة تركيا الناجحة وكانت هناك محاولة لإحداث انقلاب قضائي وأمني لكن الدولة التركية تخطت هذه المرحلة.