أستاذ أمراض الدواجن: الصناعة صامدة رغم التحديات.. والفترة المقبلة ستشهد انتعاشاً
مطالب مربى الدواجن بإجراءات حماية للمنافسة فى السوق المحلية
أكد الدكتور مجدى القاضى، عميد كلية طب بيطرى بنى سويف السابق، أن صناعة الدواجن من أهم الصناعات التى تسهم فى الاقتصاد المصرى ومن الطبيعى أن تتأثر بما يتأثر به عالمياً ومحلياً، لافتاً إلى أنها أقل الصناعات تأثراً بما يحدث فى المنطقة، رغم مواجهتها العديد من التحديات والعقبات إلا أنها ما زالت مستمرة وصامدة.
وأضاف «القاضى» أن الخسائر والمعاناة ليست وليدة اللحظة والمستثمر يتعرض للخسارة والربح وهى طبيعة الصناعة مثل أى صناعة أخرى ولا يوجد أمام مربى الدواجن سوى الاستمرارية ولكن هناك من لم يستطع نتيجة عدم قدرته على مواكبة التغيرات وتحمل الخسائر وهم يمثلون نسبة قليلة من إجمالى المربين، موضحاً أن أكبر عقبة واجهت الصناعة كانت عام 2006 وهى إنفلونزا الطيور ورغم تخطى المنتجين هذه العقبة وتوسعوا فى استثماراتهم وانتعشت وبعد أن كانت تنتج 700 مليون دجاجة وصل الإنتاج إلى مليار و300 ألف وتزداد يوماً بعد آخر، موضحاً أن ضبابية الرؤية بين المربين سببها الخوف مما يحدث على الساحة رغم أنهم معتادون على ذلك ولكن إذا تمت مقارنتها بفترات ماضية سوف يعلمون أن الصناعة بخير ومن المفترض أن المربى يعلم بذلك وهى طبيعة الصناعة يقابلها العديد من العقبات سواء كانت نفوقاً أو خسائر أو أمراضاً أو سموماً أو ارتفاع أسعار الأعلاف وانخفاض سعر البيع جميعها ليست بجديدة.
«القاضى»: مطلوب تشديد الدور الرقابى على الأدوية البيطرية حتى لا يقع المربِّى فريسة لمصانع «بير السلم»
وطالب «القاضى» الجهات التنفيذية واتحاد منتجى الدواجن بضرورة الوقوف بجانب المربين ومساندتهم والعمل على وجود خريطة إنتاجية، حيث إن الصناعة تتأثر ببعض المواسم مثل «شم النسيم وشهر رمضان والأعياد» ومن الممكن أن يزداد الطلب فى فترة محددة وينخفض فى أخرى نتيجة تأثرها بالقوى الشرائية، ومن الضرورى أن يعلم كل من يعمل بالصناعة أنها تحتاج فقط للتنظيم، مؤكداً أن الأسابيع القليلة المقبلة ستعود الصناعة للانتعاش مرة أخرى، وفى هذه المرحلة من الممكن أن يزداد الإنتاج لدى المربين أو ينخفض كل على حسب خبرته ولابد أن يكون هناك وعى فى التربية.
وأكد وجود خطوات تعمل على تطوير الصناعة وتقليل خسائر المربين فى الفترة المقبلة ولابد من العمل عليها وأهمها أن تكون هناك بيئة آمنة للتربية وتطبيق الأمن الحيوى وتقليل مشكلات التهوية والأمراض واختيار العنابر بعناية، بالإضافة إلى تحويل العنابر من أرضية إلى بطاريات لتقليل التكلفة وزيادة الكثافة وهو الأمر الذى قام بتطبيقه عدد كبير من المربين لضمان الاستمرارية فى السوق، مشيراً إلى أن التربية الأرضية تعمل على زيادة نسبة التلوث وزيادة الأمونيا ومشكلات الجهاز التنفسى والمعوى، لذا لا بد من تطوير العنابر خاصة أن الشتاء قادم وهو الأكثر خسائر وارتفاعاً فى الأمراض، مؤكداً أن تطوير العنابر يحتاج إلى تكلفة كبيرة وهو الدور الذى تقوم به البنوك من خلال تمويل المربين فى ظل الزيادة السكانية والزحف العمرانى وأصبح من الضرورى تطوير العنابر ونقلها إلى مناطق بعيدة عن التجمعات السكنية.
وأضاف أن المربى يستطيع أن يقلل خسائره من خلال تقليل استخدام الأدوية خاصة غير المعروفة التى تقوم العديد من الشركات بالنصب على المربين مما يعرضهم للأمراض وزيادة النافق، ولابد أن يكون هناك معامل تحويل تعطى أفضل معدل وزن، كما أن تقليل التدفئة يعتمد على تطوير العنابر وعزلها، واستخدام شفاطات جيدة لتقلل المشكلات التنفسية والغازات السامة وثانى أكسيد الكربون.
وطالب «القاضى» المربين بأن يضعوا أمام أعينهم تطوير العنبر بدلاً من التوسع فيه وإذا كان لديهم أربعة عنابر من الممكن أن يستخدموا ثلاثة أو اثنين فقط ليكون لديهم إنتاج خالٍ من الفيروسات، مؤكداً أن هناك مربين يقومون بتربية أعداد كبيرة أثناء ارتفاع الأسعار على حساب جودة العنابر رغم أن العنابر الحديثة أقل 4 جنيهات فى تكلفة الفرخة.
وأكد أستاذ أمراض الدواجن أن مناقشة مشكلات الصناعة لا بد أن تكون على أرض الواقع بالقرب من المربين والتعايش مع مشكلاتهم بعيداً عن الاجتماعات المغلقة، متسائلاً عن دور لجنة تنظيم الصناعة ولماذا لم تنعقد طوال هذه المدة، مؤكداً أن اللجنة لا يوجد لها دور تنفيذى إيجابى ولم تقدم حلولاً قابلة للتنفيذ.
وأوضح أن اللجنة لا يوجد بها سوى الشركات الكبيرة فقط التى لا تتأثر بأى خسائر لأنها تعمل فى صناعات متكاملة تعوض بعضها، مطالباً بضرورة وجود المربى الصغير باللجنة حتى يستطيع إيصال صوته، مشيراً إلى أن المربى لا بد أن يكون فوق رؤوس الجميع لأنه أساس الصناعة وجميع الحلقات حوله تربح إلا هو الوحيد الذى يجنى خسائر فقط، رغم أنه يستمر طوال دورة مدتها 40 يوماً يعانى من المشكلات والفيروسات والنافق وفى النهاية لا يرى أمامه سوى الخسائر فقط.
لا بد من تمثيل المربى الصغير فى لجنة تنظيم الصناعة.. وتطوير العنابر لمواجهة أمراض الشتاء
وأضاف «القاضى» أن الصناعة معرضة للمخاطر باستمرار ولكن الفترة المقبلة ستكون الأصعب مع دخول فصل الشتاء نتيجة قيام المربين بالتسكين فى وقت واحد حيث تزداد كثافة التربية ما يعمل على زيادة المشكلات الفيروسية والتنفسية خاصة أن برودة الجو تعمل على الاحتفاظ بالفيروسات وزيادة السموم الفطرية والأمراض بالإضافة لقيام المربين بتقليل التدفئة على حساب التهوية.
وطالب مصنعى الأدوية بمراعاة ضمائرهم فى المنتج الذى يباع للمربى وتفعيل الدور الرقابى على مصانع «بير السلم» لأنهم يعرضون الاقتصاد لخطر حقيقى، موضحاً أن السوق مليئة بالأدوية المضروبة ولابد من توعية المربين لتحرى الدقة فى شراء الإضافات والبريمكسات والأدوية.
وأضاف أنهم كاستشاريين عليهم دور كبير فى محاربة الأدوية المغشوشة والحفاظ على المربى لذا يطالب الاستشاريين برفض أى منتج مشكوك به والتحذير منه، وعلى وزارتى الزراعة والصحة عدم التعنت فى تسجيل الأدوية البيطرية حتى لا تترك المجال لأصحاب النفوس الضعيفة للاتجاه لطرق غير مشروعة، والأفضل أن يكون عملهم تحت رقابة الوزارة.