خبير عن أسباب السيول والجفاف في آسيا وأوروبا: ظروف مناخية جامحة
الجفاف يهدد المزارعين في أوروبا .. أرشيفية
تواجه دول العالم كوارث طبيعية، لم تشهد في حدتها وتوسعها من قبل، ولم تفرق في قوتها بين دول العالم الأول والدول النامية، ففي الوقت الذي سقطت فيه الأمطار العزيرة وتسببت في موجة سيول وفيضانات عارمة اقتلعت المنازل والجسور والطرقات، وأوقعت قتلى ومصابين في عدة دول في آسيا، بداية من كوريا الجنوبية والصين واليمن وانتهاء بباكستان، كانت القارة الأوروبية على الجانب الآخر تعاني من موجة جفاف كبيرة أدت إلى انخفاض منسوب المياه في عدد كبير من الأنهار الرئيسية في أوروبا.
موجة حارة وجفاف في أوروبا
وقبل موجة الجفاف والسيول التي اجتاحت القارتين، اجتاحت موجة حارة قبل أشهر عدة دول جنوب أوروبا وشمال القارة الأفريقية، جعلت درجات الحرارة تصل إلى معدلات غير مبسوقة، تخطت في بعض الدول الأوروبية حاجز الـ40 درجة مئوية، وأدت إلى انتشار الحرائق في عدد من الغابات استمر بعضها لأيام من أجل السيطرة عليها، حيث تداولت وكالات الأنباء العالمية أنباء عن حرائق غابات في فرنسا وإسبانيا والمغرب والجزائر.
فيضانات وسيول في السودان
ولم تسلم الدول الأفريقية من تبعات الأمر، حيث ضربت السودان قبل أيام موجة من السيول والفيضانات، أدت إلى وقوع كارثة إنسانية بعد تضرر 6 ولايات سودانية من الفيضانات التي أدت إلى تدمير كلي وجزئي للمنازل، ووقوع ضحايا، فضلًا عن التخوف من انتشار أمراض ناتجة عن السيول وتكاثر الذباب والباعوض مثل الملاريا، بحسب تصريحات السلطات السودانية.
ظروف مناخية جامحة
وما بين سيول تحتاج آسيا وجفاف يضرب أوروبا، يرى الدكتور سمير طنطاوي استشاري التغيرات المناخية عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ والأمم المتحدة، أن الظروف المناخية التي اجتاحت العالم في الفترة الأخيرة ما بين سيول وفيضانات وجفاف وموجة حارة تندرج جميعها تحت مسمى الظروف المناخية الجامحة، لأنها لا تحدث بشكل طبيعي أو بشكل دائم، لافتًا إلى أن هذه الظروف المناخية الجامحة لها صلة بتغير المناخ، وأن التغيرات المناخية تزيد من وطأتها وجعل آثارها وتبعاتها أكبر.
وأوضح « طنطاوي» في تصريحات خاصة لـ« الوطن» أنه على سبيل المثال فإن موجة الجفاف التي ضربت أوروبا حاليًا لم تحدث موجة في شهدتها ووطأتها منذ 500 عام، مشيرة إلى أن أوروبا سبق وتعرضت لموجة جفاف في 2008، وسببت خسائر اقتصادية بلغت 5 مليارات يورو، لكنها لم تكن شديدة مثل الموجة الحالية.
انخفاض منسوب المياه في الأنهار الرئيسية
وقال « طنطاوي» إن الموجة الحالية تسببت في جفاف الأنهار الرئيسية في أوروبا مثل الراين والدانوب ونهر بو في إيطاليا، حيث وصل مستوى المياه في بعض الأنهار إلى 30 سنتيمتر، الأمر الذي يؤثر على حركة النقل النهري، مشيرًا إلى أن المراكب أصبحت تٌحمل بنحو 25% فقط من حمولتها، نظرا لأن الغاطس لا يسمح بأكثر من هذا.
وأضاف « طنطاوي» أن هذا الأمر انعكس على توريد المواد الخام ومصادر الطاقة مثل الفحم والديزل التي يتم نقلها بين الدول الأوربية عبر النقل النهري، لاستخدامها في تشغيل محطات توليد الكهرباء والمصانع.
أما بالنسبة للدول التي تعاني من موجة جفاف، أكد « طنطاوي» أن هذا الأمر جعل السلطات في الدول تطالب مواطنيها بترشيد استهلاك المياه كما حدث في بريطانيا التي خفضت استهلاك المياه من 140 لترًا إلى 100 لتر.