السيسي في بكين: استثمارات وجامعة صينية بسيناء وتعاون في مجال الفضاء
استهل الرئيس عبدالفتاح السيسى، فعاليات اليوم الأول لزيارته إلى الصين بـ3 لقاءات أجراها صباح أمس، مع مجموعة من رؤساء الجامعات الصينية، ومجلس الأعمال المصرى - الصينى، و100 مجموعة اقتصادية صينية، وذلك بحضور أعضاء الوفد الرسمى المصرى.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس استهل اللقاء بتأكيد أهمية دعم دور مجلس الأعمال المصرى - الصينى، وجهوده الرامية إلى تعزيز التعاون بين مجتمعى الأعمال فى البلدين، منوهاً إلى مجالات الاستثمارات الضخمة فى مصر، التى يمكن أن يستفيد منها المستثمرون الصينيون، وأشار إلى مبادرة الرئيس الصينى لإحياء طريق الحرير البرى والبحرى، ودور مشروع تنمية منطقة قناة السويس فى إنعاش هذا الطريق البحرى، باعتبار مصر بوابة للقارة الأفريقية ونافذة على أوروبا، فضلاً عما تتيحه من فرص للتواصل والعمل المشترك مع الدول العربية.
وأكد الرئيس أن مصر تهتم أثناء تنفيذ مشروعات التنمية والاستثمارات بثلاث نقاط أساسية تتعلق بخفض التكلفة المالية، والالتزام بالكفاءة والجودة العالية فى عملية التنفيذ، والسرعة فى إنجاز المشروعات، وذلك بما يتناسب مع حجم العمل المطلوب إنجازه فى مصر، والذى يتطلب وتيرة سريعة للغاية، فعلى سبيل المثال تحتاج مصر إلى حوالى 20 ألف ميجاوات من الكهرباء بحلول عام 2020. وأشار الرئيس إلى أن مصر ترحب تماماً بالشركات الصينية العاملة فيها وتقدّم لها كل الدعم اللازم، كما تدعوها إلى توسيع نطاق أعمالها وزيادة استثماراتها فى مصر، بل تدعو الشركات الصينية الأخرى إلى العمل والاستثمار فى مصر، للاستفادة مما تتيحه المرحلة الحالية من فرص استثمارية واعدة.[SecondImage]
ونوّه الرئيس إلى المؤتمر الاقتصادى الذى سيُعقد فى مصر فى مارس 2015، والذى ستطرح فيه مصر خريطة استثمارية موحّدة تقدم كل الفرص الاستثمارية المتاحة، مستوفية كل الدراسات الاقتصادية الصادرة عن بيوت الخبرة العالمية، بما يوفر الوقت والجهد على المستثمر، ويسهم فى سرعة اتخاذ القرار.
من جانبه، أشار عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعى الصينى إلى أن مصر لديها حضارة من أعرق وأكبر أربع حضارات على مستوى العالم، وتعتبرها الصين دولة كبيرة وقوية ومفعمة بالأمل. وتحدث عدد من أعضاء مجلس الأعمال المصرى - الصينى أثناء اللقاء، مؤكدين اعتزامهم العمل على زيادة الاستثمارات الصينية فى مصر خلال المرحلة المقبلة. وفى لقائه بـ100 مجموعة اقتصادية، قال الرئيس إن الأمن لا يتحقّق بالبطش والعنف. وأضاف: أن «المناخ فى مصر جيد للاستثمار، وتم إعداد قانون الاستثمار الموحّد وتسوية المنازعات مع المستثمرين الصينيين».
وكشف عن قرار تأجيل المؤتمر الاقتصادى، ليكون فى شهر مارس المقبل فى شرم الشيخ، يرجع إلى تزامن عيد الصينيين فى شهر فبراير، وهو ما قد يعوق مشاركتهم فى المؤتمر، لذلك تم اتخاذ قرار بالتأجيل، موضحاً أن العلاقة بين مصر والصين لم تتأثر أو تتذبذب وجميع الصينيين الموجودين فى مصر لم يرتكبوا أى جريمة نهائياً. وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال لقائه فى بكين مع رؤساء الجامعات الصينية: إن «مصر كانت الوحيدة فى المنطقة عام ١٩٥٦، التى اعترفت بجمهورية الصين، ومن وقتها تتطوّر العلاقات المصرية - الصينية»، لافتاً إلى أن المصريين أرادوا تغيير واقعهم وأن من يريد تحقيق تقدم، لا بد أن يهتم بالتعليم بصورة شاملة وعميقة. وأضاف: أن «مصر تتطلع لإقامة عدد أكبر من الجامعات الصينية، لا سيما تلك المتخصصة فى المجال العلمى والتكنولوجى، بما يتناسب مع العلاقات المتميزة بين الجانبين». وأشار الرئيس إلى حاجة مصر لإنشاء جامعة صينية متخصصة فى العلوم والتكنولوجيا فى سيناء، حيث سيتم قريباً الإعلان عن البدء فى إقامة مدينة الإسماعيلية الجديدة شرق قناة السويس، ويمكن أن تستضيف تلك المدينة الجديدة مقر الجامعة.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية سامح شكرى، إن مصر تسعى للاستفادة من التجربة الصينية التنموية الفريدة، وبدأت مصر إيفاد طلاب لدراسة التعليم الفنى المتطور وربطه بالاحتياجات الصينية وتتوسع مصر فى فتح أقسام لدراسة اللغة الصينية وصلت إلى ١٠ أقسام، بالإضافة إلى مشروع فتح جامعة صينية فى مصر تهتم بالدراسات التطبيقية بصورة خاصة، بالإضافة إلى الاستجابة للاحتياجات الصينية فى الدراسة فى الأزهر ومشروع بناء القمر الصناعى «مصر سات ٢»، وهو الاتفاق الذى سيُوقع مساء اليوم بين الجانبين. وتحدّث عدد من رؤساء الجامعات والمعاهد الصينية أثناء اللقاء، حيث رحّبوا بالرئيس، مشيدين بما تضمّنه حديثه من تأكيد أن مصر ستكون محور ارتكازٍ فى مبادرة إحياء طريق الحرير. وأشاد رؤساء الجامعات الصينية بالتعاون العلمى بين البلدين فى مجال أبحاث وعلوم الفضاء، حيث ستشهد الزيارة التوقيع على الاتفاقية الإطارية للتعاون فى مجال الفضاء بين الهيئة القومية للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء، وبين هيئة الفضاء الوطنية الصينية.