بروفايل| الباجى السبسى رئيس «عابر للأزمنة»
قدّم نفسه للتونسيين على أنه مرشح القرن الحادى والعشرين رغم تقدّمه فى السن، وراهن على فوزه بالرئاسة، ومن قبلها الأغلبية البرلمانية، وتحقق له ما تمنى، وفاز على حساب منافسه القوى المنصف المرزوقى.. إنه الباجى قائد السبسى أول رئيس تونسى منتخب بعد ثورة الياسمين. مؤيدو «السبسى» يرونه معدناً صقله الزمن ومنحه مزيجاً استثنائياً من الميزات والقدرات، لم تُثنه سنواته الـ88 من القفز إلى واجهة المشهد السياسى التونسى رغم الانتقادات والاحتجاجات، وها هو اليوم يتحضّر لأداء مهمة يرى أنّها تتلخّص فى بناء دولة حديثة وعادلة، وأمّة متحضّرة تفخر بهويتها العربية والإسلامية، وحكومة مسئولة تضمن الأمن والحريات، على حدّ تعبيره.
ويرد «السبسى» على منتقديه بسبب تقدم السن بقوله إن «الشباب هو حالة ذهنية»، ورغم حصوله على الأغلبية النسبية فى الانتخابات التشريعية، فإنه على تمام الاقتناع بأنه ما زال يحمل فى جرابه الكثير، بعد أن أقنع مؤيديه بأنه صورة جديدة من الرئيس التونسى الأسبق الحبيب بورقيبة الذى لا يزال معشوقاً لدى قطاع عريض من التونسيين كما يعشق المصريون الرئيس جمال عبدالناصر، فتحول كبر السن إلى أكبر ميزة لدى زعيم «نداء تونس». وُلد «السبسى» عام 1926، ويُعد من رموز نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذى حكم تونس بين 1956 و1987، وتولى فى عهده العديد من المناصب، بينها وزارات الداخلية والدفاع والخارجية. وتولى فى بداية عهد الرئيس الهارب، زين العابدين بن على منصب رئيس مجلس النواب، بين 1990 و1991 وشغل حتى 2003 عضوية اللجنة المركزية لحزب «التجمع الدستورى الديمقراطى» المنحل والحاكم فى عهد «بن على». المحامى والسياسى المخضرم بات الخصم الأول للإسلاميين فى تونس، عقب عودته إليها بعد غياب 20 عاماً فى مطلع شهر فبراير 2011، بعد هروب «بن على». أسس «السبسى» فى 2012 حزب «نداء تونس» الذى فرض نفسه سريعاً على الساحة السياسية، كأكبر خصم مدنى علمانى لحركة النهضة.