"هانم" في مستشفى الشاطبي الجامعي: "حلمنا نكون زي 57357"
قبل سنوات عديدة، حملت "هانم" على عاتقها أن تبحث عن وسيلة تخفف بها آلام المرض على الملائكة الصغار، ألم قاتل يعتصر أجسادًا صغيرة، أصبحت كل ما تحمله ذاكرتها هي ذكرى حقن وعلاج كيماوي أو آخر إشعاعي وشعر متساقط، يحمل لهم دومًا صورة جرح لن يلتئم.
الساحر والعرائس الراقصة كانا أول الخيط الذي فكَّرت به "هانم" لتدخل به البهجة على قلوب الصغار في مستشفى الشاطبي الجامعي، لكن الفرحة لم تكتمل، فقد قررت إدارة المستشفى تحويل مكان الاحتفالات لمكتب إداري لينتهي حلم "هانم" مؤقتًا وتضيع ابتسامة الأطفال من جديد.
"آلام السرطان و اللوكيميا مبرحة، والطفل علاجه 60% منه نفسي، عشان كده مستشفى 57357 نجحت في تحقيق نسب شفاء عالية للأطفال"، تتحدث "هانم" الممرضة بمستشفى الشاطبي الجامعي بالإسكندرية عن مدى السعادة التي زرعتها فكرتها البسيطة في نفوس الأطفال "الولاد كانوا بيجروا عليا ويشدوا هدومي ويسألوني عن الحفلات"، فارق كبير بين مستشفى الشاطبي الجامعي وبين مستشفى سرطان الأطفال بالقاهرة "معظم اللي بييجوا المستشفى عندنا من الأرياف من المحافظات المجاورة للإسكندرية وأمهاتهم بتكون عبء أكثر من الطفل ذاته"، حملات توعية وركن للصحة هو ما تحاول "هانم" فعله مع زميلاتها في مستشفى الشاطبي "بنحاول نوعيهم بالنظافة الشخصية للطفل والأكل الصحي"، من جديد تحاول "هانم" العودة "بركن الأطفال" في مستشفى الشاطبي، ليصبح ركنًا يتيح لهم القراءة والتسلية والمذاكرة "الطفل المريض مع الأسف بيقعد شهور طويلة في المستشفى، وده بيخليه يبعد عن مذاكرته ودراسته، وعشان كده جمعت كتب ولادي وأولاد زميلاتي عشان نبدأ بيها حملتنا في المستشفى".
"ركن الأطفال" في مستشفى الشاطبي ما زال يحتاج الكثير ليخرج للنور "محتاجين كتب للأطفال.. قصص ورسوم وتلوين، إضافة لعدد من الترابيزات والكراسي والمكتبات الصغيرة"، تبرعات أهل الخير لقاعة الأطفال ما زالت لا تقوى على البدء "إحنا جالنا مجموعة كتب كويسة لكن محتاجين أدوات إضافية وأتمنى إن دي تكون مبادرة في كل مستشفيات وزارة الصحة".