وزيرا البيئة والتعليم يشهدان إطلاق أكبر برنامج تدريبي عن تغيرات المناخ
شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، الجلسة الافتتاحية نحو إطلاق أكبر برنامج تدريبي وتوعوي حول مفاهيم قضايا التغيرات المناخية (ToT) الذي يُعقد في الفترة من 8 إلى 11 أغسطس الجاري، من خلال حقيبتين تدريبيتين إحداهما للمعلمين، والأخرى للمديرين، تحت عنوان «دعم مهارات المعلمين والمديرين في تنمية الوعي الطلابي بالتغيرات المناخية، في ضوء متطلبات التنمية المستدامة».
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أهمية دمج الموضوعات البيئية، وخاصة التغيرات المناخية التي أصبحت من أهم القضايا البيئية على الساحة العالمية، مشيرة إلى أنه تم البدء في العمل على دمج المصطلحات البيئية داخل المناهج التعليمية منذ ثلاثة أعوام، بالتعاون مع الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.
وشكرت وزيرة البيئة وزير التربية والتعليم، على تعاونه وإيمانه بأهمية دمج المصطلحات البيئية داخل المناهج التعليمية؛ لخلق جيلٍ واعٍ قادرٍ على مواجهة التغيرات المناخية التي أصبحت تؤثر على كل مناحي الحياة، كما شكرت للقائمين على مشروع تعزيز القدرات الوطنية؛ لتحقيق اتفاقيات ريو «CB3» لمجهوداتهم، ولمنظمة يونيسف وللبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
الحملة تستهدف 350 ألف معلم
وأعربت وزيرة البيئة عن سعادتها بإطلاق الحملة التوعوية التي تستهدف حوالي 350 ألف معلم ومعلمة من أجل دمج مفهوم التغيرات المناخية داخل المواد الدراسية كل فيما يخصه، وخاصة قبل استضافة مصر لمؤتمر الأطراف الـ27 للتغيرات المناخية.
وقدّمت ياسمين فؤاد، خلال مراسم إطلاق الحملة، نبذة مختصرة ومبسطة عن مفهوم التغيرات المناخية، موضحةً أنها عبارة عن الارتفاع والانخفاض في درجات الحرارة في غير أوقاتها نتيجة للتصرفات غير الصحيحة للإنسان كزيادة الانبعاثات، عدم ترشيد المياه، التعامل بشكل خاطئ مع المخلفات، وغيرها من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع منسوب سطح البحر، هطول الأمطار بشدة في غير أوقاتها بشكل كثيف، مما يشكل ضغطًا على البنية التحتية للدول التي لا تستطيع استيعاب كل هذا الكم، وهو ما دفع الدولة المصرية لتنفيذ العديد من المشروعات؛ لمواجهة التغيرات المناخية.
وأشارت الوزيرة إلى أنه سيتم ربط كل موضوع بيئي بمادة دراسية، فمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة يمكن ربطها بمادة العلوم، وارتفاع منسوب سطح البحر يمكن ربطه بالجغرافيا، كما يمكن ربط موضوع المخلفات بمادة الكيمياء.
قضية التغيرات المناخية
وأعرب الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عن سعادته للمشاركة في هذا الحدث المهم بشأن واحدة من أهم القضايا التي تهم الإنسانية، وتؤثر على حاضر ومستقبل هذا الكوكب حيث المنشأ والحياة، وهي قضية "التغيرات المناخية"، مؤكدًا أننا نحاول معًا في إطار من التعاون المشترك، إيجاد سبل للنجاة نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لضمان مستويات أفضل من جودة الحياة في إطار بيئة صحية، وآمنة، وتنمية مستدامة خضراء.
وأكد شوقي أن المستقبل المشرق للأجيال القادمة لن يتحقق إلَّا بتضافر كافة الجهود في مختلف القطاعات، آخذين في الاعتبار أن هذه القضية تتجاوز حدود المحلية، لما لها من أبعاد عالمية، وتاريخية، إذ تنعكس عليها ممارسات الأجيال السابقة، وتُبنى عليها النتائج التي ستحصدها الأجيال القادمة، ومن هذا المنطلق، فقد جاءت دعوة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، للمجتمع الدولي لعقد مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية (COP27) بمدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر 2022.
وأوضح وزير التعليم أنه التزامًا من كافة أجهزة الدولة بتنظيم هذا المؤتمر على الوجه الأكمل، تعمل كافة المؤسسات الحكومية المحلية والدولية والمنظمات غير الحكومية على استمرار التنسيق الكامل، والتعاون البنَّاء فيما بينها، من أجل تحقيق أهداف المؤتمر، وخروجه في أفضل صورة.
تنمية وعي الطلاب
وأشار إلى أن الهدف الأساسي الذي نسعى إليه هو تنمية وعي الطلاب بهذه القضية المحورية، من خلال تنمية وعي المعلم والمدير، لذا توجهت تلك الحقيبة إليهم كفئة مستهدفة كخطوة نحو تحقيق الأهداف النهائية للحقيبة، التي تتلخص في بناء أجيال تعمل على حماية البيئة، والتحكم في التغيرات المناخية، من أجل حماية حقوق الأجيال القادمة، وإيمانًا بأنَّ التوعية بقضايا التغير المناخي، وزيادة المعارف حولها، وتغيير السلوكيات التي تحافظ على البيئة والمناخ، لا تقتصر على مجموعة من التدريبات، وبرامج التوعية التي نجتمع بشأنها اليوم، لذا فقد تم تضمينها أيضًا داخل مناهج التعليم الجديدة 2.0، في ضوء رؤية مصر 2030، في مجالي التعليم والتنمية المستدامة.
وفي ختام كلمته، قدم الدكتور طارق شوقى الشكر لجميع الشركاء الذين عملوا على إخراج هذه الحقيبة إلى النور، والسادة الزملاء الذين قاموا على صياغتها وتطويرها من العاملين بوزارة البيئة ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، والأكاديمية المهنية للمعلمين التي قامت بمراجعة واعتماد الحقيبة التدريبية، إلى جانب الدعم الشامل المقدم من منظمة اليونيسيف، وذلك في إطار تحقيق الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050.
ومن جهته، قال الدكتور رضا حجازي، نائب الوزير لشؤون المعلمين، إن الحقيبة التدريبية تتضمن مناقشة مفاهيم البيئة، وقضايا المناخ الرئيسة، مثل (التغيرات المناخية، والتنوع البيولوجي، والاستدامة البيئية)، وما تتضمنه من معلومات، ومعارف فرعية، حيث تشمل هذه الحقيبة، إضافة إلى المعلومات المجردة - تطوير مهارات المعلمين والمديرين في بناء مجموعة من الأنشطة المصاحبة لموضوعات المناهج الدراسية التي يقومون بتدريسها أو الإشراف عليها، لإكساب الطلاب اتجاهات إيجابية نحو قضايا البيئة وحمايتها، واكتشاف طرق مبتكرة لتحقيق ذلك، تتفق مع مراحلهم الدراسية، وقدراتهم، ومهاراتهم، وأعمارهم، مع تطبيقها على أرض الواقع، ونشر التوعية بين الأقران، والأسرة، والمجتمع المحيط.
تدريب 150 معلمًا في المرحلة الأولى
وأشار إلى أنّ هذه الحقيبة تستهدف في مرحلتها الأولى تدريب نحو 150 معلمًا ومديرًا في جميع المراحل الدراسية، لتأهيلهم كمدربين معتمدين في "حقيبة التغير المناخي" ليقوموا بدورهم بتدريب عدد 350 ألف معلم ومدير على مستوى الجمهورية لنشر التوعية بقضايا البيئة والمناخ، وإعداد معلم بكل مدرسة لتحويلها إلى مدارس ومراكز تتبنى تلك القضية، وتنشر الوعي بمجالاتها المختلفة.
ومن جانبه، أعرب السيد چيرمي هوبكينز، ممثل اليونسيف في مصر، فى كلمته، عن امتنانه بالمشاركة في ذلك المؤتمر والتدريب المميز ، مهنئًا الدكتور طارق شوقي وكل المسؤولين القائمين على هذا العمل.
وأوضح أننا نعاني من التغيرات المناخية التي تؤثر بصورة سلبية على البيئة ولها تبعات خطيرة كل يوم، وتُعد مصر من أوائل الدول التي تبذل جهودًا لمكافحة التلوث، ومنح الطلاب والأطفال المعرفة بتلك التغيرات وكيفية مكافحتها هو طريق النجاح لحل تلك الأزمة.
وأضاف أن التغيرات المناخية والاحتباس الحراري تعتبر أزمة عالمية تؤثر على مستقبل الأطفال وعلى نموهم وعلى صحتهم وحياتهم، حيث إن هناك أكثر من مليار طفل عالميًا يعيشون في مناطق تعاني من الخطورة الشديدة للتغيرات المناخية، لذا كان يجب التفكير فى مشاركة الأطفال في معرفة تلك الأزمة، وذلك من خلال إدخال تلك المعلومات في النظام التعليمي في المناهج والأنشطة.