بريد الوطن.. عن جرائم الثأر وإرث الدم وقوانين القتل
يد تحمل سكينا - صورة تعبيرية
الثأر من الموروثات الاجتماعية السلبية التى يعانى منها المجتمع المصرى من قديم الأزل وتشكل خطراً على السلم المجتمعى والأمن الداخلى للمجتمعات، وخصوصاً مجتمع الصعيد، وبالأمس القريب وبسبب الثأر اللعين وقعت بمدينة ديروط جريمة قتل بشعة، هزت المدينة، وأقضت مضاجع أهلها وأدمت قلوبهم، وبثت الرعب فى نفوسهم، كانا ضحيتها شقيقين تم ذبحهما وتقطيعهما بالسكاكين بعد خروجهما من أداء صلاة الجمعة 13 مايو الماضى، على أيدى أبناء عمومتهما أخذاً بثأر والدهم الذى قتل فى مشاجرة مع والد القتيلين منذ أربعين عاماً، رغم عدم معرفتى بالقتيلين، لكن لم يستوعب عقلى التفاصيل الوحشية التى تمت بها عملية تقطيعهما عند سماعى بها! لقد شهد الجميع للمغدورين بالتدين والطيبة وحسن الخلق، ولكنهما راحا ضحية ثأر قديم لمشاجرة قتل فيها والد الجناة قبل مولد القتيلين بل وقبل مولد الجناة أنفسهم!
يبدو أننا صرنا فى آخر الزمان، لذا يرجى ضرورة تكاتف جميع مؤسسات المجتمع بدءاً من الأسرة والمدرسة وجماعات النوادى والمقاهى ووزارتى الشئون الاجتماعية والأوقاف ووسائل الإعلام من أجل توضيح أن الثأر لم يشرعه الله سبحانه وتعالى، وأن هدر دماء القاتل بالثأر هو الوجه المزيف للقصاص، وهو فوضى دموية تحكمها تقاليد قبلية جماعية أو فردية ما أنزل الله بها من سلطان، كما يجب على الدولة أن تولى اهتمامها بهذه الظاهرة من خلال تغليظ عقوبة الأخذ بالثأر بقوانين غير قوانين القتل العادية!
يوسف القاضى
مدير مدرسة بالمعاش
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. «الوطن» تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com