"توداي زمان" التركية: سيطرة حزب واحد على مصر أمر في منتهى الخطورة
قالت صحيفة "توداي زمان" التركية إن أحد أهم المشكلات التي تواجه عملية التحول الديمقراطي في مصر هي عدم وجود أحزاب سياسية قوية بديلة لجماعة الإخوان المسلمين، حيث أن حزب الحرية والعدالة يكاد يكون بلا منافس حقيقي في الشارع، وحذرت الصحيفة من أن سيطرة حزب واحد على الشارع هو أمر في منتهى الخطورة، وخصوصا في بلد حديث العهد بالديمقراطية، والأخطر من هذا هو التعصب تجاه بعض فئات المجتمع، مثل المسيحيين والليبراليين والقوميين واليساريين، وأشارات الصحيفة التركية إلى أن هناك العديد من المحاولات لتأسيس أحزاب أو جبهات بقيادة أسماء معروفة يمكنها أن تعمل كبدائل لحزب الحرية والعدالة، لكن ليس من المرجح أن تكون تلك الأحزاب قادرة على جمع تأييد شعبي قوي لعدة أسباب منها أن تلك الأحزاب غير منظمة تنظيما جيدا على المستوى الشعبي، بعكس جماعة الإخوان التي يصل تأثيرها إلى القرى والنجوع، وكذلك لأن اعضاء جماعة الاخوان يتوحدون خلف القضايا السياسية دون توقعات بعينها، في حين يتوقع أعضاء وأنصار الأحزاب الأخرى مقابلا لما بذلوه من جهود.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها أن من الصعب في دول الشرق الأوسط أن يحصل الرئيس على تأييد الناس دون ان يكون تدينه ظاهرا، ففي تركيا لم يعجب الناس بكاريزما أردوغان الشخصية ولكن ايضا بتدينه، فالرئيس في مصر ان كان غير متدين فسيظل الشعب ينظر له بنوع من الشك، ولهذا لن ينجح اي مصري في ان يكون بديلا للرئيس الإخواني ان لم يكن تدينه ظاهرا، ولكن التدين ليس كافيا في حد ذاته، وإنما يجب أن يكون الرئيس قادرا على احتضان جميع الفصائل، وضربت الصحيفة مثلا برئيس الوزراء السابق نجم الدين اربكان الذي استخدم الخطاب الديني لسنوات وفشل في النهاية في حين نجح اردوغان من خلال تأكيده على التمسك بالدين وكذلك أسس الدولة المدنية، وأشارت الصحيفة ان الرئيس البديل للرئيس الاخواني يجب ان يكون متدينا وأن يتمتع برحابة صدر لقبول مختلف الأفكار والآراء.
وأضافت الصحيفة أن أحد اسباب عدم وجود بدائل لجماعة الإخوان المسلمين هو أن الحركات والجبهات قد فشلت في طرح حلول حقيقية للمشكلات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية، لأن منتقدي مرسي لم ينجحوا في طرح أي حلول واقعية، وهذا هو السبب الذي جعل أردوغان يعمل دون أي منافسه، لأن أحزاب المعارضة البارزة في تركيا، عندما تنتقد حكومة أردوغان لا توفر اقتراحات أو حلول بديلة، ولهذا تعاني مصر من مشكلات كبيرة في مجال الاقتصاد ولكن لم توفر المعارضة حلولا حقيقية، فلا تجد حزبا معارضا طرح رؤية تتعلق بجذب الاستثمارات والحد من البطالة وزيادة الصادرات، وكذلك حينما يتعلق الامر بالسياسة الخارجية وبخاصة القضايا الشائكة مثل موقف الدولة من قضايا تتعلق بسوريا وإسرائيل وإيران، فإنه من غير المتوقع ظان ينتهج اي حزب معارض سياسة مختلفة وفعالة تجاه تلك الموضوعات، وهذا يبقي الاخوان دون منافسه، وعلاوة على ذلك، إذا نجح مرسي في سياساته الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية فستكون فرصه منافسه شبه معدومة.
وأوضحت الصحيفة أنه بالرغم من كل شيء، وعلى عكس التوقعات، فإن مرسي لا يزال أدائه جيدا ولكن التهديد الأكبر له هو الاقتصاد، وإن لم يتحسن الأداء الاقتصادي فسوف تشهد الانتخابات البرلمانية القادمة بزوغا لمعارضيه.