قاعات المسرح والسينما أطفأت أنوارها.. «وما الدنيا إلا خرابة»
فى بهاء وأناقة مفرطة تتزين كل ليلة، الأضواء تصدح فى كل مكان هنا وهناك وسط ظلام الليل، «الأفيش» مخطط بالألوان الطبيعية، انتهى منها الرسام على التو، بعدما أتعبه شكل ساعدى فريد شوقى.. مشهد ربما كان حاضراً أمام إحدى دور عرض ومسارح، اليوم باتت أطلالاً و«مقالب» قمامة تؤوى كلاب الليل، بعدما ارتسمت على خشبة بعضها، وشاشة عرض البعض الآخر مشاهد لكبار مبدعى زمن الفن الجميل.. مسارح وسينمات كانت معرضاً لأعمال زخرت بها مكتبة الدراما المصرية، الآن باتت خاوية على عروشها، بعضها نبتت موضعها بنايات شاهقة، والبعض الآخر ما زالت على هيئتها، ولكن ماتت الحياة التى كانت تدب فيها كل ليلة، ولم يتبق منها سوى بقايا «أفيش» مقطوع وملطخ بالأتربة، بعدما أكل عليه الدهر وشرب.[SecondImage]
يتفرق دم القضية ما بين القطاع العام، الذى لم تفلت دور العرض التابعة له من الإهمال والتدمير، وقطاع خاص شارك فى عملية هدم كثير من تلك المحطات الفنية وبدّلها بـ«خوازيق» معمارية شاهقة، ولكن بداية الذريعة التى سمحت للكل بالمشاركة فى الوصول للوضع الحالى، يختلف عليه البعض، فالعاملون بالقطاع الخاص يجدون أن عملية التأميم وإعادة العديد من المسارح والسينمات للقطاع العام السبب فى الإهمال.. فيما يدفع البعض بأن «الهدم قانونى»، وفقاً لقانون أصدره «السادات» فى أوائل ثمانينات القرن الماضى، الذى يسمح بهدم دور العرض شريطة بناء أخرى بديلاً لها، ما تسبب فى ظهور سينما «المولات»، لكن القانون لم يصمد كثيراً، حيث أُلغى من قبل المحكمة الدستورية، وسمح بالتصرف فى السينمات دون قيود ليصبح الهدم «دستورياً».
ملف خاص
«الهمبرا».. منارة الفن بالإسكندرية تسكنها الفئران والثعابين
سينما «بلازا» و«رمسيس».. الأولى «مهجورة».. والثانية «للأفراح»
فنانون: «السادات» حافظ على هويتنا بـ«قانون منع هدم المسارح والسينمات»
سيد فتحى لـ«الوطن»: «مفيش صناعة فى الدنيا تدار بالعواطف»
«عايز مسرح».. فريق شبابى يطالب الدولة باستلام المسارح المهجورة
«عماد الدين».. خرابة ولافتة: «أرض تابعة للبيت الفنى للمسرح»
«الزيتون»: قل «بيت الأشباح».. ولا تقل «سينما الملك»
«الريحانى».. لم يبق من المسرح سوى ألبوم صور على جدار متهالك
«الفانتازيو»: سينما «يوسف وهبى» التى أصبحت «مخزن غيارات داخلية»