تأمين السفارات يحول «جاردن سيتى» إلى ثكنة عسكرية
«ثكنة عسكرية» هو الوصف الأمثل لمنطقة السفارات بجاردن سيتى، خاصة فى محيط السفارة الأمريكية، وعلى أهالى المنطقة وروادها التحلى بأقصى درجات ضبط النفس، والامتناع عن التجول وربما التنفس، كما عليهم قطعاً أخذ موافقات أمنية لاستقبال الضيوف.
مع التداعيات الأمنية الأخيرة التى أعقبت اتجاه بعض الدول لغلق سفاراتها فى مصر، وتحديداً الموجودة فى جاردن سيتى، قامت «الوطن» بجولة فى الشوارع المحيطة بمنطقة السفارات، وتلقت شكاوى واستغاثات الأهالى وأصحاب المحال التجارية المتضررين من «وقف الحال» وما آلت إليه المنطقة التى كانت من أكثر المناطق حيوية، وصارت فى السنوات الأخيرة طاردة للسكان وأشبه بالسجن.
هانى الجابرى، صاحب بازار ملاصق للسفارة الأمريكية، أحد المتضررين من غلق الشوارع المحيطة بالسفارة الأمريكية قال غاضباً: «لا بيع ولا شراء من 2003، مفيش أفواج ممكن تدخل البازار ولا عربيات ولا حتى الصنايعية، فلا بد من استجوابهم وتفتيشهم أولاً قبل الدخول»، مشيراً إلى أنه بعد أخذ حكم من المحكمة برفع الحواجز الحديدية التى وضعتها السفارة، فوجئنا بالسفيرة الأمريكية وقتها آن باترسون تتوعد لنا: «قالت لنا هقفلها تانى، ومن بعدها فوجئنا بشوية بعيال نطّوا سور السفارة وطلعوا ورفعوا علم القاعدة، ولما بقينا إحنا السكان نكلم الأمن يقول لنا ما عندناش تعليمات بالتعامل معاهم، ومن بعدها قفلوا الشوارع بالخرسان».
«الجابرى» أضاف: «البازار بيسدد كل الفواتير وبيدفع مرتبات ما تبقى من العمالة ولا يدخله زبون بعد أن كان من أكبر بازارات البلد، ومعلم من معالم مصر، وكل رؤساء الدول كانوا يقومون بزيارته لما يكونوا موجودين فى مصر»، مشيراً إلى أن السفارة الأمريكية موجودة فى المنطقة من قديم الأزل، ولم تشهد أى قلاقل، وما يحدث الآن من مضايقات له تفسير واحد: «عاوزين يكوشوا على المنطقة، عايزين ياخدوا عمارة زهرة الكواكب عشان تكون كل المنطقة لهم.. كل السكان مشيوا من المنطقة، وتحولت الشقق السكنية لمقرات شركات».
من هنا بعث أصحاب المحلات والسكان برسالة لرئيس الجمهورية مفادها: «إحنا انتخبناك وبنحبك، ودايماً بتقول إننا فى بلد قانون، وإحنا هنا فى جاردن سيتى بنقول لك نفذ القانون وارفع الحواجز الأمنية».
ويذكر «الجابرى» آسفاً الأضرار المادية التى لحقت بأصحاب المحال التجارية: «أستاذ حسن محمد صاحب محل مات من الغيظ، والحاج كمال كان عنده محل جلود مات وهو يتسول الجنيه، وعم عبده بتاع الورد كمان طَق ومات».
«السفارة فى العمارة»، هو الوصف الذى ساقه عمرو حسن، من سكان المنطقة وصاحب محلات تجارية بها لوضعهم الحالى: «رفعنا دعوى قضائية وأصدرت المحكمة الإدارية العليا حكماً نهائياً برفع الحواجز، وحين لم ينفذ الحكم رفعنا جنحة مباشرة انتهت بالسجن سنة لوزير الداخلية والمحافظ ولم يجد جديد، وهو ما يعتبر تدليساً بالقانون».