استشاري نفسي: فيديوهات الجرائم تسهم في تكرراها.. وهوس السوشيال ميديا» وراء تصوير الحوادث
طالبة المنصورة
قالت الدكتورة صفاء حموده أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن الحالة النفسية الأولى المصاحبة لمشاهدة فيديوهات الجرائم ستكون الاستنكار والإستغراب والشعور بالمفاجأة، إضافة إلى الإصابة بحالة حزن لفترة من الوقت.
اضطراب الانضغاط الحاد
وأضافت حمودة في مداخلة هاتفية مع الإعلاميين أسماء يوسف وأية جمال الدين على شاشة «dmc»، أنه بعد مشاهدة فيديوهات العنف والإنتحار وحالة الصدمة الأولى، سينقسم رد فعل الاشخاص بالمرحلة الثانية، حيث تستمر حالة الصدمة مع البعض وهي ما يطلق عليها «اضطراب الانضغاط الحاد»، لافتة إلى أن الأشخاص الذين يدخلون في هذه المرحلة نسبة قليلة، ومعظمهم شخصيات الحساسة، وهو ما ينعكس على حالتهم النفسية، ويؤثر على نومهم وأكلهم وأنشطتهم اليومية، وقد يحتاجوا مع استمرار الحالة إلى المساعدة الطبية المتخصصة.
حالة من التعود تعقب الصدمة الأولى
وأشارت أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إلى النوع الآخر من رد الفعل في مرحلة ما بعد الصدمة، حيث يعقبها عدة مراحل متتالية، منها اعتياد رؤية هذه المشاهد العنيفة، واللجوء للدفاع عن الجاني، موضحة أن الفرد بهذه المرحلة يبدأ إبراز تبريرات لفعل الجاني ويلتمس له العذر، وهو مؤشر خطير، حيث أن الأفراد يتفاعلون بهذه الحالة بصورة تختلف عن الصورة الطبيعية التي من المفترض أن يكونوا عليها.
ولفتت حمودة إلى أن إنتشار هذه الظاهرة نتيجة تتابع الحوادث على مواقع التواصل الإجتماعي، مشيرة إلى وجود بعض الأفراد الذين يبدون تعاطفهم مع الجاني وليس المجني عليه، أو تحميل المسؤلية للجاني والمجنى عليه على السواء.
تصوير الحادثة بدلًا من التعاطف والمساعدة
وتابعت أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن لجوء العديد من الشباب لتصوير حوادث القتل بالشارع ووقائع الإنتحار يرجع إلى هوس السوشيال ميديا وسيطرة الفضول عليهم ورغبتهم في تحقيق السبق في نشر المحتوى على صفحاتهم، حيث تبقى الأولوية لديهم أنهم يصورون حدثا مهما سيتداوله العديد من الأفراد بعد ذلك.
نشر فيديوهات الجرائم يؤدي لتكرارها
وأكدت حمودة على أن نشر فيديوهات الجرائم سيؤدي إلى تكرارها، وهناك بعض الأفراد الذين يشعرون بالرغبة في فعل هذه الأشياء، ويحميهم خوفهم من التنفيذ، مشيرة إلى أن رؤية هؤلاء الأفراد آخرين ينفذون تلك الحوادث بالخطوات، يصبح الوضع أسهل في تنفيذها بالنسبة لهم ويكسر حاجز الخوف لديهم، خاصة مع تكرار الفرد لمشاهدة الفيديو أكثر من مرة.
ونوهت أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إلى وجود العديد من الأفراد لديهم اكتئاب وتسيطر عليهم أفكار الانتحار، لكن الوازع الديني يحميهم من هذه الأفكار، موضحة أنه بمشاهدتهم مثل هذه الفيديوهات يهدأ لديهم الوازع الديني، خاصة مع انتشار بعض الآراء على مواقع التواصل بأن المنتحر سيسامحه الله، وغيرها من الأفكار التي من شأنها أن تضعف الوازع الديني لدى الراغبين في الإنتحار.