بريد الوطن .. بين الاحترام والحب فى رحلة الحياة
صورة تعبيرية
رحلة الحياة شاقة وتحتاج إلى وعى وقوة حتى نستطيع أن نواصلها، وما أصعب حياتنا بدون المحبة وأشقاها دون الاحترام، ولكى ننعم بالراحة والاستقرار علينا أن نميز الفارق بين درجات القبول الشخصى.
هناك فهم مغلوط يخلط بين الاحترام والحب، فكلمة احترام تقع ضمن إحدى القيم الشخصية للإنسان السوى تجاه الآخرين جميعاً، وفى جميع التعاملات الإنسانية، فهى صفة قد جبلها الله داخل الإنسان بالفطرة، سواء اتفقنا معهم فى الفكر أم اختلفنا، وسواء كنا نحبهم أم لا نحبهم. والاحترام غالباً ما نستطيع معرفة أسبابه، فأنا أحترم فلاناً لأجل ذكائه، وآخر لرقى فكره، وهكذا.
أما كلمة حب فتعنى عاطفة يعقبها التزام تجاه الطرف الآخر، وهى درجة أعمق من درجات القبول الشخصى تعنى احتراماً يعقبه التزام، وعلى عكس الاحترام فالحب قد لا نجد سبباً محدداً له، ومن أعمق وأغنى معانى الحب أن الله قد أحب الإنسان وليس فيه صلاح أبداً، أو أمر يستدعى حبه.
علينا التمييز أن علاقاتنا الإنسانية تُبنى أولاً على الاحترام المتبادل وقد يكفيها هذا، ولكن علاقاتنا الشخصية لا تُبنى إلا على الحب والاحترام معاً، فالاحترام يجب أن يكون للجميع، أما الحب فقد نشعر به مع البعض ولا نشعر به مع الآخر، على الرغم من ضرورة احترامه.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com