خبراء نفسيون: الاكتئاب يصيب جميع الأفراد ولا علاقة له بالإيمان
مرض الاكتئاب
أثيرت مؤخرًا حالة واسعة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الأقاويل التي يتم تداولها من آن لآخر عن ارتباط المرض النفسي بالإيمان والتدين، ولذلك تواصلت «الوطن» مع عدد من الأطباء النفسيين للتعرف على طبيعية المرض النفسي، والفئات التي تُصاب به، ومدى صدق تلك الأقاويل.
وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن ما تم تداوله بخصوص ارتباط المرض النفسي بالإيمان، عار تماما من الصحة، ومخالف للحقيقة العلمية التي تؤكد أن الأمراض النفسية جينية، وتصيب أي شخص لديه جينات مرضية، كما أنه مرض عضوي يحدث نتيجة تغير في النواقل العصبية في المخ، فمثلا تحدث أعراض الاكتئاب عندما تقل مادتا الدوبامين والسيرتونين، اللتان تلعبان دورًا رئيسيًا في استقرار أو اضطراب الحالة النفسية.
أقاويل قد تؤدي للانتحار
وأضاف فرويز، أن تلك الأقاويل التي تربط المرض النفسي بالإيمان، قد تصيب المرضى النفسيين وخاصة ممن يعانون من الاكتئاب بالمزيد من الأعراض الخطيرة، التي قد تصل إلى الرغبة في الانتحار: «لو حد مريض اكتئاب أو وسواس قهري واتقاله أنت مش مؤمن هيموت نفسه»، ولذلك ينبغي توعية المواطنين بطبيعية المرض النفسي وأسبابه، كما أكد ضرورة الانتباه لأي شخص يُعاني من أعراض التوتر والاكتئاب لأكثر من أسبوعين؛ مثل فقدان الأمل والتشتت والاختناق الدائم واضطرابات النوم، واللجوء لطبيب نفسي في الحال.
وأوضحت الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، أن الطب النفسي هو علم قديم غير مستحدث، مرتبط بالإنسان منذ القدم، له أعراض واضطربات واضحة تظهر على الجسم، مثله مثل أمراض التهاب الكلى والغدة الدرقية والتهاب المفاصل، ولذلك لا يمكن ربطه بأي شكل من الأشكال بدرجة الإيمان أو التدين، كما توجد الكثير من الأدوية التي تعالج كل مرض نفسي على حدة.
المرض النفسي يصيب كل الأعمار
وأشارت إلى أنه لا يمكن اختزال المرض النفسي في الاكتئاب، حيث تتعدد الحالات النفسية المرضية بداية من الطفولة مثل مرض التوحد وفرط الحركة، مرورًا بسن البلوغ والمراهقة مثل إدمان المخدرات والمواد المثيرة، حتى مرحلة النضوج والشيخوخة التي قد يصاب فيها الإنسان بمجموعة من الاضطرابات النفسية: «فكيف يمكننا ربط كل تلك الأمراض بالإيمان، ووصفنا للمرضى النفسيين بغير المؤمنين؟»، وفقًا للعيسوي.
وضع المرض النفسي ضمن مبادرة 100 مليون صحة
وطالبت أستاذة الطب النفسي في نهاية حديثها، بأهمية وضع الأمراض النفسية ضمن المبادرة الرئاسية «100 مليون صحة» لتحقيق الأمان والسلام النفسي في المجتمع.