خبراء: تعامل مصر مع أوروبا وروسيا دليل على استقلال القرار الوطني
سمير: مصر منذ مجيء السيسي تتبع سياسة منفتحة على كل دول العالم
الرئيس السيسي يلقي كلمة في منتدى بطرسبورج بحضور بوتين
جاء استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي لرئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في القاهرة، قبل أيام، وتوقيع اتفاق الغاز مع المعسكر الأوروبي، وما أعقبه من إلقاء الرئيس المصري كلمة في منتدى سان بطرسبورج الاقتصادي في روسيا بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليطرح قضية استقلال القرار السياسي الوطني المصري، وكيف حافظت مصر علي المسافات بين الأطراف الدولية المتصارعة، إلى جانب البراجماتية الوطنية في الوقت نفسه؟
بيان مصري أوروبي مشترك وكلمة للرئيس في منتدى بطرسبورج الروسي
وقد أكد البيان المشترك لكل من المفوضية الأوروبية ومصر، عقب لقاء رئيسة المفوضية بالرئيس السيسي، الأربعاء الماضي، أن الاتحاد الأوروبي ومصر أقرا بأن الواقع الجيوسياسي الجديد وسوق الطاقة يتطلبان تسريع وتكثيف الشراكة فيما بينهما.
ومن خلال العمل معًا كشركاء موثوقين، ستواجه مصر والاتحاد الأوروبي التحديات المشتركة لأمن إمدادات الطاقة وتنويع مصادر الطاقة والانتقال نحو اقتصاد يتسم بالكفاءة في استخدام الموارد وعادل اجتماعيًا وقادرًا على الصمود ومحايدًا مناخيًا يقوم على أساس عدم وجود تشوهات في الطاقة المتجددة والوقود النظيف وتجارة الطاقة والاستثمار في سلاسل القيمة ذات الصلة.
وفي المقابل، جاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي في روسيا، بحضور الرئيس بوتين، لتؤكد أن مصر لديها علاقات جيدة مع روسيا وانخرطت معها في مشروعات طموحة تستهدف مزيدًا من التقدم، مشيرًا إلى أن المنتدى ينعقد في ظروف وتحديات سياسية واقتصادية غير مسبوقة.
وأعرب عن أمله في أن تسهم مخرجات المنتدى في إيجاد حلول فعالة للتحديات بشكل يخفف وطأة الأزمة وتداعياتها السلبية على العديد من دول العالم.
خبير علاقات دولية: مصر تقيم علاقات إيجابية تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل مع الجميع
وعن هذا الملمح في السياسة والمواقف المصرية الذي يعبر عن التوازن والبراجماتية في التعامل مع القوى الدولية المتصارعة، يقول الدكتور أيمن سمير، الخبير في العلاقات الدولية، إن مصر منذ تولي الرئيس السيسي المسؤولية في النصف الثاني من 2014 تنتهج سياسية تقوم على الانفتاح على كل دول العالم، سواء كانت دولًا عظمى أو كبرى أو متوسطة أو حتى دولًا صغيرة.
وأضاف سمير، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: من هذا المنطلق مصر بدأت علاقات إيجابية تقوم على مبدأ المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وفي إطار هذين المبدأين فإن مصر تُنشئ وتقيم علاقات مع كافة دول العالم، ولذلك لم يكن مستغربًا أن يكون لمصر علاقات وطيدة مع دول الاتحاد الأوروبي الذي يُعتبر أكبر شريك تجاري لمصر، وأيضًا لها علاقات قوية جدًا واستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك علاقات استراتيجية مع روسيا، وبالمناسبة مصر هي من الدول القلائل التي لها علاقات استراتيجية مع دول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
واستطرد الخبير في العلاقات الدولية، قائلًا: لذلك مصر تتحرك من منطلق مصالحها الخاصة ومصالح شعبها، وأيضًا مصر تحاول أن تكون دولة إيجابية، تُقرب بين الجميع وتكون جسرًا للتواصل بين مختلف القوى العالمية، لذلك مصر لها علاقات استراتيجية مع الصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
سمير: كل دول العالم تثق في مصر وتدعوها لمؤتمرات دولية كما حدث في بطرسبورج
وأشار إلى أنه كان نتيجة لهذا الأمر إن كل دول العام تثق في مصر وتتواصل معها، وتدعو مصر لحضور كافة المؤتمرات والمنتديات، وفي هذا الإطار كانت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإلقاء كلمة في الجلسة الافتتاحية لمنتدى سان بطرسبورج الاقتصادي الروسي.
وأضاف: مصر تتحرك باستقلالية، وتتحرك في الخارج وعينها على الداخل، فكل التحركات الخارجية هدفها تحقيق مصلحة المواطن المصري في الداخل، فعلى سبيل المثال: التحركات والعلاقات الخارجية هدفها جذب الاستثمارات والمزيد من السياحة، والمساهمة في تحول الميزان التجاري السلبي مع أي دولة إلى إيجابي بمعنى إن الصادرات تكون أكبر من الواردات، وفتح الأسواق الخارجية للاقتصاد المصري، سواء كانت منتجات أو خدمات مصرية، وفي هذا الاطار مصر تقيم علاقة مع الجميع دون أن تصطف أو تدخل في محاور على الاطلاق، لأن مصر تقدم نفسها باعتبارها دولة تمد يدها وتتعاون مع الجميع، وتحترم الجميع بشرط أن الأطراف الأخرى تحترم السياسية المصرية ولا تتدخل في الشئون المصرية.