محيط سفارتى بريطانيا وكندا: شوارع هادئة وخالية من المارة
على أحد الأبواب الحديدية للسفارة البريطانية بشارع توفيق الحكيم بجاردن سيتى، علقت ورقة باللغة العربية محتواها: «نأسف لتعليق خدمات السفارة نظراً للوضع الأمنى المتردى». الوضع الأمنى حول السفارة هادئ على خلاف ما ذُكر فى الورقة المعلقة، حيث العشرات من جنود الأمن المركزى يتمركزون من الصباح الباكر حول السفارة حاملين أنواعاً مختلفة من الأسلحة، وعربات الأمن المركزى الضخمة تتمركز أمام البوابة الرئيسية، والكثير من رجال المباحث والأمن العام يجوبون المنطقة ذهاباً وإياباً، والحواجز الأمنية تنتشر فى الشوارع التى تحيط بالسفارة، ولا أحد يدخل إلى الشوارع المؤدية إلى السفارة إلا ويسأله أفراد الأمن إلى أين يذهب، لدرجة تعوق معها السير فى تلك الشوارع بشكل طبيعى. فى زاوية متسعة من شارع توفيق الحكيم يجلس عدد من لواءات الداخلية ببدلهم الميرى وحولهم الكثير من الجنود، نسأل أحدهم -الذى رفض أن يذكر اسمه- فيؤكد أن القوات التى تقوم بتأمين السفارة على أهبة الاستعداد لإحباط أى عمل إرهابى وأن ما تشيعه السفارة من أن الوضع الأمنى غير مستقر غير صحيح على الإطلاق، وأنه بمجرد أن أصدرت السفارة بيانها قامت الداخلية بزيادة عدد القوات المتمركزة حول السفارة ورفعت درجة الاستعداد.
الحال لا يختلف كثيراً عند سفارة كندا، التى تقع بجوار السفارة البريطانية وأعلنت هى الأخرى تعليق أعمالها فى مصر بصورة تدفع للتساؤل «إذا كانت الأوضاع الأمنية بالمنطقة بهذه الصورة وتلك الإجراءات المشددة فلماذا تصدر السفارتان بيانات مخالفة للوضع الأمنى المحيط بهما؟». ورغم أن حركة سير السيارات معدومة بمحيط السفارتين، فإن الشوارع تشهد هدوءاً طبيعياً حيث لم يكن مسموحًا بمرور سيارات فيها إلا ما يخص تلك السفارات فقط، خاصة مع وجود متاريس أمنية فى كل مكان.