«أم أحمد» نظرها راح في تجارة الأغنام ولسة بتعافر: «مكسبي في الراس 50 جنيه»
أم أحمد اكبر تاجرة أغنام في كفر الشيخ
سيدة سبعينية ترتدي جلبابا وتحمل العصا، تجلس تحت لهيب الشمس، أمام ترابيزة خشبية تُسمى «طُوالة»، ممتلئة بالأعلاف، ومربوط عليها عدد من رؤوس الأغنام الصغيرة داخل سوق المواشي مدينة الحامول في محافظة كفر الشيخ، تنادي على زبائنها من الراغبين في شراء الأغنام والماعز، لتواجه قسوة الحياة وظروفها رغم تقدم سنها.
تستيقظ المعلمة «أم أحمد جاد الله»، تبلغ من العمر 76 عاما، مقيمة بإحدى قرى محافظة كفر الشيخ، في تمام الساعة الثانية صباح كل يوم، تحمل رؤوس الأغنام الخاصة بها على عربة ربع نقل، وتتجول في الأسواق بحثا عن رزقها منذ 60 عاما: «بقالي 60 سنة بشتغل في تجارة الأغنام، كان عمري 16 سنة لما أبويا قرر ينزلني السوق، ومن يومها وأنا متمرمطة، اتجوزت وخلفت 5 أولاد وبرضه فضلت أشقى وأتعب، لحد ما نظري راح»، بحسب تصريحاتها لـ«الوطن».
أم أحمد زوجها توفى منذ 16 عاما وتركها تكافح من أجل أبنائها
لا تزال السيدة السبعينية تكافح رغم تقدمها في العمر من أجل مساعدة أبنائها على ظروف الحياة الصعبة، خاصة بعد وفاة زوجها منذ 16 عاما: «الراجل كان بيشيل عني شوية، لكن مات وسابلي 5 أولاد، مضطرة اشتغل وأكافح، علشان أقدر أجوز الباقي منهم، وعلشان ظروف الحياة، وهفضل أعافر لحد آخر نفس في عمري لأن مليش أي شغلانة غير تجارة الأغنام».
مصاعب كثيرة واجهتها السيدة «أم أحمد»، خلال رحلة عملها كتاجرة أغنام متجولة في الأسواق، لكنها لم تؤثر عليها وعلى مسيرتها: «بكافح من 60 سنة وأماكن جلوسي معروفة في الأسواق، وكنت بواجه مشاكل كتيرة اولها أن الناس كانت بتستغرب لما بدأت علشان واحدة ست، لكن اتعودوا على كده، بس الفكرة إني ببقى تعبانة، ومبقدرش أقعد أو مروحش السوق علشان أكل عيشي».
السيدة أم أحمد تتقاضى 50 جنيها فقط على كل رأس أغنام
نحو 50 جنيها، تتقاضاها السيدة أم أحمد، كمكسب وربح في رأس الأغنام الواحدة: «مكسبي في الرأس الواحدة 50 جنيه، مباخدش ربح أو مكسب كتير علشان أقدر أبيع عدد كبير وألاقي آخر اليوم معايا مبلغ كويس أقدر أربي عيالي، اللي شغالين باليومية، وبكافح وبساند معاهم علشان ناكل بالحلال»
لا تتمنى السيدة السبعينية سوى إجراء جراحة إزالة المياه البيضاء من عينيها بعدما راح نظرها: «نفسي بس أعمل عملية الميه البيضا من على عينيا الاتنين، وإني أقابل ربنا مستورة ومش عليا أي ديون».