«مرسى» يتحدث عن تسريبات الإخوان المزعومة فى «قضية التخابر»
شهدت جلسة الأمس من قضية «التخابر»، المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، و35 من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، والمنعقدة بأكاديمية الشرطة، عدة مفاجآت كان أبرزها حديثاً مطولاً من مرسى حول مقر احتجازه عقب ثورة 30 يونيو، واستعانة دفاع المتهمين بالتسجيلات المزعومة والتى سماها بـ«التسريبات»، مشيراً إلى أن ما جاء بها بعدم قانونية مكان احتجاز الرئيس المعزول يبطل محاكمته.[FirstQuote]
وفى جلسة الأمس، التى خصصتها المحكمة لمرافعة دفاع المتهم محمد بديع، المرشد العام لتنظيم الإخوان، تحدث الرئيس المعزول محمد مرسى، بانفعال شديد إلى رئيس المحكمة حول «التسريبات المزعومة» الأخيرة، وقال للقاضى إنه يطلب «جلسة سرية لله والوطن يحضرها وزير الدفاع الذى عينته، والمشير طنطاوى وسامى عنان حتى يعلم الجميع الحقيقة».
وفى بداية الجلسة، أثبتت المحكمة حضور المتهمين، واستمعت إلى المحامى منتصر الزيات ممثل دفاع قيادات الإخوان، والذى قال فى بداية مرافعته: «تابعت مصر كلها فى اليومين الماضيين تسريبات لمكالمات هاتفية جرت بين اللواء ممدوح شاهين واللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية وآخرين، وأوضحت المكالمات علم النائب العام هشام بركات والمستشارين مصطفى خاطر وإبراهيم صالح المحاميين العموميين بمكان احتجاز مرسى، وهذه الاتصالات والمحادثات لو صح لألغيت المحاكمة، ولو صحت لاعتبر أن احتجاز مرسى غير قانونى».
وصاح المعزول من داخل القفص قائلاً: «خرجت من الحرس الجمهورى يوم الجمعة الموافق 5 يوليو، وأنا بعد إذن حضرتك اتكلمت وأنا جالس بس دلوقتى هقف احتراماً، أنا احتجزت من قبل قائد الحرس بالقوة الجبرية اعتباراً من يوم 3 -7، وبعد عصر يوم الجمعة 5 يوليو، جاءنى قائد الحرس وقال إنى لا بد أن أغادر، فقلت له: لماذا؟ أنا رئيس الجمهورية وإنت بتاخد كلامك من مين؟، فرد: من الخارج، وأخدنى بالقوة وعرفت إنه بيسمع كلام وزير الدفاع، ثم ذهبت بطائرة من الحرس الجمهورى واتجهت فى اتجاه قناة السويس شرق، ثم جبل عتاقة، وأقلعت مرة أخرى إلى مطار فايد حتى غربت الشمس، ثم إلى الإسكندرية، وعرفت بالمكان إنها قاعدة الضفادع البشرية وظللت بها منذ مساء يوم 5 -7 حتى يوم 4 -11».
وتابع «مرسى»: «بعدها قرأت فى الجرائد أن شخصاً أجرى معى حواراً وصورنى، وأنا لم يحتك بى فى هذا المكان إلا 8 من الحرس الجمهورى وقاضى التحقيق حسن سمير، والمستشار إبراهيم صالح، رئيس نيابة مصر الجديدة و4 قضاة، وأنا أعرف أسماءهم جميعاً، فمن الذى صورنى؟.. فى هذا المكان أيضاً لم يدخل علىّ سوى من كان يصلح المياه أو غيرها، وبكل أسف سمعت فى هذه القاعة بأن وحدة الضفادع البشرية يعتبرها وزير الداخلية سجناً شديد الحراسة، فهل يملك وزير الداخلية أن يصدر قراراً باعتبار وحدة تابعة للقوات المسلحة تابعة له؟».[SecondImage]
وأضاف: «أنا لا أريد أن أتحدث فى تفاصيل تمس الأمن القومى، ولم أكن فى الحرس الجمهورى يوم 8 -7 وهذا الكلام غير صحيح، ولو تحب تعمل جلسة سرية خاصة للتاريخ بين المشير طنطاوى وبين سامى عنان، ووزير الدفاع الذى عينته، لأن ما نشر فى الجرائد وجاء بالتليفزيون المصرى على لسان أحد الصحفيين، يروى فيه أننى عقدت اجتماعاً خاصاً بينى وبين 7 من كبار الدولة، وأسرار الدولة يرويها الصحفيون وكذلك أسرارى الخاصة يرويها الصحفيون، وأنا جاهز لجلسة خاصة مع المسئولين الكبار حتى تظهر الحقيقة أمام الشعب المصرى كله، جلسة خاصة لله وللوطن أتحدث فيها عما فعلت فى فلسطين وغزة».
وسمحت المحكمة للدفاع باستكمال مرافعته، والذى طلب من المحكمة الانتقال أو ندب أحد أعضائها لمعاينة مقر احتجاز المتهمين محمد مرسى وأسعد الشيخة وأيمن على ومحمد رفاعى الطهطاوى فى مكان احتجاز غير قانونى.
كما طلب المحامى منتصر الزيات، من المحكمة ضم شريط حلقة برنامج الإعلامى عمرو أديب بشأن الحوار الذى دار بينه وبين اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية عبر الهاتف، وسؤاله حول ارتداء الرئيس المعزول محمد مرسى ملابس الحبس الاحتياطى، فرد ممثل النيابة أن النائب العام أصدر بياناً بشأن تلك الواقعة، وإن تلك التسريبات محل تحقيق للوقوف على صحتها، خاصة أنه لم يذكر فيها أسماء، وتساءل: «هل ذكر فيها اسم اللواء ممدوح شاهين؟ وهل هذا صوته؟»، مؤكداً أن «الدفاع يتحمل المسئولية كاملة فى حالة ثبوت أنها خاطئة وغير صحيحة».
وطالب «الزيات» رئيس المحكمة ببراءة الرئيس المعزول محمد مرسى، والمتهمين فى القضية من الاتهامات الموجهة إليهم، وقدم للمحكمة 7 دفوع قانونية، ودفع بانتفاء أركان الجريمة المنصوص عليها بالمادة «86» مكرر من قانون العقوبات، كما دفع بانتفاء تهمة الاتفاق بين المتهمين «الأول والرابع والرابع عشر» من جهة، والمتهمين «الحادى والثلاثين والرابع والثلاثين» من جهة أخرى، كما دفع بانتفاء أركان الجريمة المنصوص عليها بالمادة 77 من قانون العقوبات، وانتفاء أركان الجريمة المنصوص عليها بالمادة «86» من قانون العقوبات بشأن تهمة الإمداد بالمعلومات والأموال، وانتفاء جريمة الإرهاب وبطلان تحريات الأمن الوطنى والأمن القومى لعدم جديتها وتناقضها ومخالفتها للواقع، وخلو الأوراق من ثمة دليل معتبر قانوناً يمكن الاستناد عليه فى توجيه الاتهامات للمتهمين.[SecondQuote]
وقال المحامى إنه لا توجد عدالة فى إذاعة التليفزيون المصرى للمحاكمة، وذلك بنشر ما يسىء إليهم فقط، بالرغم من أن هناك قناة خاصة يمتلكها رجل أعمال كانت تنقل محاكمة القرن كاملة.
ورد القاضى: «القضية التانية دى مش عندى.. وأنا ماليش دعوة بأى قضايا تانية»، فانفعل مرسى وقال له: «أنت المحامى الأول بالنسبة لى وخير مدافع عنى فكيف تسمح بإذاعة مرافعة النيابة العامة كاملة على مدار 3 ساعات ولا تذاع مرافعة الدفاع، وأنا مستاء جداً.. أمال مين اللى ليه دعوة»، فرد القاضى: «أرجوك يا متهم يا دكتور محمد ما تتعصبش وأنت بتتكلم مع المحكمة تكلم باحترام وهيبة ولا بد أن تحافظ على سلطان المحكمة وهيبتها، وما تقولش كده».
وأضاف «مرسى»: «لا بد أن أستشعر عدالة المحكمة.. اتفرج على التليفزيون الوطنى أو اسأل ابنك أو حفيدك كيف يذيعون المحاكمة.. أذاعوا 3 ساعات كاملة كلها سب وقذف فينا وفى بيوتنا»، فرد القاضى: «اهدأ واترك الدفاع يكمل».
وسخر المحامى الزيات من تحريات الأمن الوطنى، مشيراً إلى أنهم قالوا إن مقر التنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين بـ«مصر»، وهذا يؤكد أنهم «لا يزالون هواة» -حسب وصفه- فسأله القاضى: «ومين المحترفين بقى؟»، فرد المحامى: «أمن الدولة المنحل كان به ناس محترفة بتعرف تطبخ»، وقال ساخراً: «المرشد العام للإخوان المسلمين بمصر محمد بديع، يتخابر مع محمد بديع المرشد العام العالمى بمصر، وهذه آخر إبداعات أمن الدولة الهواة»، على حد قوله.[ThirdImage]
وانفعل المحامى معترضاً على ما جاء بالتحريات قائلاً: «ألطم واقطع هدومى يا ريس»، فرد القاضى: «قطع».
وأضاف «الزيات» أن مرسى عمل مؤتمر «لبيك يا سوريا»، وأى مواطن يتعاطف مع أهل سوريا لما ارتكبه بشار الأسد بهم، وأن مرسى قال: «لا مكان لحزب الله فى سوريا»، ولو وافق على حضور اجتماع 3-7 لما جاء هنا اليوم فى تلك المحاكمة.
وأضاف الدفاع أن جميع لقاءات مرسى بممثلى الدول الأمريكان والأوروبيين كانت مسجلة ومعلنة لوسائل الإعلام، وأضاف: «أعضاء جبهة الإنقاذ أو جبهة الخراب كانت تلتقى ممثلين أمريكان، فلماذا لم توجه لهم الاتهامات؟»، وتابع: «عيب.. الدنيا دوارة بتلف.. وليس عيباً عقد اجتماعات أو لقاءات أو مؤتمرات مع ممثلى الدول الأجنبية».
ونفى الدفاع وجود علاقة للمتهم صفوت حجازى، بالقضية، مشيراً إلى أنه سيق للجنايات بسبب العبث، وأن اتهامه بمقابلة إسماعيل هنية غير صحيح، لأنه كان لقاءً تليفزيونياً مسجلاً على قناة «النهار» ببرنامج يقدمه «حجازى» يدعى «البعد الثالث»، وأن تفاصيل هذا اللقاء مذاعة حتى الآن على موقع «يوتيوب»، وأضاف: «صفوت حجازى داعية وعالم محترم، لكنه سيق فى القضية لأنها سمك لبن تمر هندى».
وأضاف الدفاع أن لقاء مرسى مع الناشط الحمساوى خالد مشعل بمقر الرئاسة ليست جريمة، بل من المتعارف عليه أن زيارات مشعل لأى مكان تكون مراقبة من المخابرات لتأمينه، لأنه من الشخصيات المستهدفة، وبذلك لا يكون لقاء مرسى بمشعل تهمة لأنه يعلم جيداً أنه مراقب.
وقال «الزيات» إن من يقول على ثورة 25 يناير إنها مؤامرة «سندوس عليه بالنعال»، وتابع: «خرجنا يوم 25 يناير نحمل رقابنا على أيدينا، وبعد ذلك يقال عليها مؤامرة، ما هذه المهانة والاستهتار؟».
يذكر أن قضية التخابر متهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسى، و35 آخرون من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابى، بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومى، والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضى المصرية.