بريد الوطن.. شهادة ميلاد حديثة للمرحوم
جثة
عم عبده رجل مُسن، بلغ من العمر 88 عاماً، ليس له من الدنيا إلا ابنة أخت، ولأنها تقيم بمفردها مع زوجها ترك لها الخال شقته التى يعيش فيها وحيداً، مؤثراً أن يعيش عندها فى أواخر أيامه، ولأنه كان يعانى من أمراض الشيخوخة التى أدت إلى تدهور حالته، فقد حمله ابنة الأخت وزوجها للمستشفى العام الجديد، فى اليوم المخصص لاستقبال الحالات الحرجة، لكن حدث بعد توقيع الكشف الطبى عليه، أن قرر المستشفى تركه على «التروللى» فى الممر الخاص بدخول السيارات، فى حرارة الشمس، ما دفع ابنة أخته إلى المسارعة لحمله فى سيارة خاصة إلى مستشفى التأمين الصحى بالمنصورة، والذى لم يتأخر فى استقبال الحالة التى كانت قد فارقت الحياة، وهنا كان المطلوب الحصول على تصريح الدفن، وعندها توجه أحد الشباب المحترم لإنهاء إجراءات تصريح الدفن، كانت المأساة بأن المرحوم صاحب الـ88 عاماً مطلوب له شهادة ميلاد حديثة، رغم أنه كان يحمل بطاقة شخصية سارية، ركب الشاب الشهم سيارته، وذهب إلى مركز استخراج الشهادات، وطلب الموظف المسئول 80 جنيهاً، لأن استخراج الشهادات حتى الساعة الواحدة بـ25 جنيهاً، وبعدها بـ80 جنيهاً، كل هذا حتى يتم استخراج آخر ورقة للرجل فى هذه الحياة، لا أعرف كيف يحدث هذا فى مصر الجديدة التى يعمل رئيسها على إزالة كل العقبات التى تواجه الفقراء.
محمد الطربيلى
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com