هل تخلى الغرب عن أوكرانيا وحسم الحرب لصالح روسيا؟.. تغيير مفاجئ
«سي إن إن»: التضخم سيجبر الغرب على التراجع عن دعم كييف
الرئيس الروسي ووزير الخارجية البريطاني
كما كان متوقعًا منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، فالغرب لا يملك نفسًا طويلًا يكفيه لاستمرار ممارساته وضغوطاته على موسكو من أجل إجبارها على التراجع عن تلك الحرب، التي بدأتها في الأساس من أجل الدفاع عن حدودها الشرقية التي يحاول عدوها الأكبر والأخطر «الناتو» التمدد بمحاذاتها من أجل تقويض روسيا وتوسعاتها هي الأخرى.
الجارديان : تشققات في التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا
ففي خطوات تأتي على استحياء شديد ومحاولات وهمية للحفاظ على الصورة التي حاول الساسة الأوروبيون والأمريكان أن يرسموها لهم في أعين شعوبهم، اقتربت الخطوة المؤكدة التي من شأنها شق وحدة التحالف الغربي، فبحسب الكاتب والمحلل السياسي البريطاني سيمون جنكيز، فإن تلك الأصوات المرتفعة التي تطالب باستمرار الضغوط على موسكو ستنتهي قريبًا، خاصة في بريطانيا التي سيواجه ستة ملايين من سكانها مخاطر نقص مصادر الطاقة وانقطاع الكهرباء، بسبب تلك العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو، مؤكدًا أن لندن لن تقبل بأن يسود الظلام في أرجائها وستتخلى عن سياساتها المعادية لموسكو تجنبًا لأي صدام شعبي خاصة بعد موجة ارتفاع الأسعار الكبيرة، بحسب صحيفة الجارديان.
سي إن إن : التضخم سيجبر الغرب على التراجع عن دعم كييف
واقتصاديا، تواجه الدول التسعة عشر التي تستخدم اليورو، أو كما يطلق عليها دول منطقة اليورو، تضخما كبيرا بلغ 7.4 % في أبريل الماضي، فيما وصل التضخم في أمريكا 8.3%، بينما أصبح في المملكة المتحدة البريطانية 9%، وهي معدلات لم تصل إليها أيا من تلك الدول على الإطلاق، بحسب صحيفة "سي إن إن " عربية.
وبحسب الصحيفة، فإن العامل الأكبر لارتفاع التضخم هو تكاليف مصادر الطاقة التي يسعى الغرب لاستبدال الروسية بأخرى، في الوقت الذي فرض فيه معدلات ضخمة من العقوبات على روسيا، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الغرب لم يتمكن من الاستعاضة عن مصادر الطاقة الروسية ما أثر بشكل كبير على أسعارها، فضلا عن الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية، إذ ارتفعت في ألمانيا على سبيل المثال بنسبة 8.6% مقارنة بالعام السابق، وهو الأمر الذي أدى إلى انشقاق الطاولة الموحدة التي لطالما جلس الغربيون عليها منذ بدء الصراع الروسي الأوكراني.
المجر تشكل تحالفًا مضادًا لخطط الاتحاد الأوروبي
وانسحبت المجر من ذاك التحالف، مؤكدة أنها لن تضحي باستقرار وأمن الدولة من أجل تحقيق السعي وراء اتحاد قصير الأجل سيدفع ثمنه العالم أجمع، فقاد رئيس وزرائها فيكتور أوربان، جانبًا معارضًا لخطط الاتحاد الأوروبي الساعية لفرض حظر على النفط الروسي، بحسب «بي بي سي» البريطانية.
كسينجر يحذر الغرب ويطالب كييف بالتنازل عن دونباس
وعلى الرغم من القرار الأخير الذي أعلن عنه الاتحاد الأوروبي بخفض وارداته من النفط الروسي بأكثر من الثلثين، والاتفاق على حظر صادرات النفط الروسي إليه، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي هنري كسينجر، حذر الغرب من الاستمرار في تعنته ضد روسيا وممارسة المزيد من الضغوط لإجبارها على التخلي عن أهدافها وإنهاء الحرب في أوكرانيا بهزيمة ساحقة، منوهًا إلى أن تلك الاستفزازات ستكون لها عواقب وخيمة على استقرار أوروبا والاتحاد على المدى البعيد، كما طالب كييف بتحقيق مطالب موسكو والتنازل عن القرم ودونباس، بحسب صحيفة «التايمز» البريطانية.
تأتي تلك المطالب في الوقت الذي خففت فيه الولايات المتحدة الأمريكية حدة تهديداتها لموسكو، إلى جانب إعلانها بعدم إرسال أسلحة بعيدة المدى إلى أوكرانيا، وهو ما يتنافى مع تصريحات سابقة لرئيسها جو بايدن الذي أكد في وقت سابق، أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا وإرسال الأسلحة المتطورة إليها.
الناتو يخشى تراجع الساسة الغربيين ويذكرهم بحرب الحرب
ويبدو أن الأزمات التي في انتظار الساسة الأوروبيين في بلادهم ستكون كافية للضغط عليهم من أجل التنازل عن تلك العقوبات والضغوطات ضد موسكو، والتخلي عن كييف من أجل مصالح شعوبهم، خاصة بعد مطالب للشارع الغربي بضرورة التخلي عن أوكرانيا والتركيز على الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار في دولهم، وهو ما أثار تخوفات الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، الذي حذر القادة المجتمعين في دافوس، من أن الحرية والقيم أهم من التجارة الحرة والتربح، بحسب «سي إن إن».