تاريخ الحرب السوفيتية الفنلندية «حرب الشتاء».. هل تعيد موسكو الأزمة؟
الجيش الروسي
تاريخ الحرب السوفيتية الفنلندية يرجع إلى الثلاثين من نوفمبر عام 1939، فمع انشغال العالم باندلاع الحرب العالمية الثانية، اجتاح ما يزيد عن نصف مليون جندي سوفيتي، مدعومين بالدبابات والطائرات، الأراضي الفنلندية ليشهد العالم بذلك انطلاق ما عُرف بـ«حرب الشتاء».
حتى عام 1809 كانت فنلندا مقاطعة للسويديين، لم تتمتع فنلندا المستعمرة بأي استقلال إداري أو ثقافي لفترة طويلة، وكانت اللغة الرسمية التي يتحدث بها النبلاء هي اللغة السويدية، وبعد انضمام الفنلنديين إلى الإمبراطورية الروسية حصل الفنلنديون على استقلالية واسعة.
تاريخ الحرب السوفيتية الفنلندية
تزامنًا مع تهديدات روسيا بقطع إمدادات الكهرباء عن فنلندا التي تستعد للتقدم بطلب انضمام إلى الناتو، نسترجع في هذا التقرير تاريخ الحرب السوفيتية الفنلندية الذي يرجع إلى مطلب القائد السوفيتي، جوزيف ستالين، الفنلنديين بالتنازل عن جانب من أراضيهم ومناطقهم الاستراتيجية للاتحاد، وقوبل الطلب برفض فنلندي قاطع، وبحسب تقرير وثائقي قديم نشره موقع «العربية»، حينها توقع الجميع انتصار السوفيت على الجيش الفنلندي، إلا أنَّ الأخير أبدى مقاومة شرسة وكبد جيش السوفيت خسائر بشرية تجاوزت الـ200 ألف جندي بين قتيل وجريح ومفقود خلال 3 أشهر من القتال وبعدها تم توقيع معاهدة سلام موسكو مارس 1940.
في غضون تلك الأحداث، فقد الجيش السوفيتي جانبًا هامًا من مكانته، افتقر قادته الجدد للخبرة العسكرية وكانوا غير مؤهلين للتعامل مع الحرب السوفيتية الفنلندية وتكونت قوات الجيش الأحمر أو الجيش السوفيت، جنود جيء بهم من المناطق الدافئة بالبلاد ولذلك كانوا غير قادرين على التعامل مع طبيعة الشتاء الفنلندي شديد البرودة.
ولكن على الرغم من معاناتهم من الطقس البارد والجوع الشديد، تقدمت القوات السوفيتية ضد قوات فنلندا وحققت نتائج إيجابية، وتمكّنوا من طرد الفنلنديين من أحد المعسكرات المهمة الخاصة بهم، وبدلًا من مواصلة طريقهم وملاحقة الجنود الفنلنديين الفارين، انشغل الجنود السوفيت بفيلق المشاة 718 بتناول الطعام الذي أعده الفنلنديون بمعسكرهم فتوقفوا للاستراحة وتناول طعام السجق الساخن، ولكن انقلب المشهد، بحسب المنشور في التقرير الوثائقي، بشأن تاريخ الحرب السوفيتية الفنلندية «حرب الشتاء».
استغلت القوات الفنلندية انشغال الجنود السوفيت في تناول السجق وأعادوا توازنهم وحاصروا المكان وشنوا هجوما مفاجئا عليهم باستخدام البنادق والحراب أبادوا خلاله العشرات من جنود فيلق المشاة 718 السوفيتي واستعادوا موقعهم من جديد.
«معركة السجق»
لقبت هذه المعركة بـ«معركة السجق» سخرية من الواقعة، وبعدها نقل المسؤولون الألمان تقارير سرية حول هذه المعركة لمكتب المسؤول الألماني أدولف هتلر، وانضمت هذه الهزيمة العسكرية إلى سجل الهزائم العسكرية السوفيتية خلال «حرب الشتاء» ولعبت دوراً هاماً في إقناع المسؤولين الألمان بغياب الانضباط والتنظيم في صفوف الجيش الأحمر، وكانت سببا في التأثير على هتلر بالتدخل العسكري ضد الاتحاد السوفيتي في يونيو 1941 ضمن عملية «بربروسا».