30 يومًا داخل الحارة خلال الشهر الكريم، سيطر خلالها التمر وروائح الأكلات الثقيلة على الأجواء، الجميع هنا داخل حارة حليم إسكندر بعزبة منصور بمنطقة حدائق القبة ظلوا على تلك العادة طوال أيام رمضان، حتى انتهى الشهر لتبدأ عادات غذائية أخرى وأكلات شهيرة تتميز بها الحارات الشعبية.
سيدات الحارة والكحك والبسكويت
ربات بيوت تحملن فوق رؤوسهن أواني كبيرة، تمتلأ على آخرها بعجين مصنوع بطريقة معينة يشكل كل منه برسمه ونكهة ومقادير تجعل منه «الكحك» وآخر «بسكويت»، يذهبن بها إلى الأفران لتسويتها استعدادها لالتهامها في العيد مع القليل من «الشاي بلبن» كإفطار رسمي لأول أيام عيد الفطر، هنا حارة المصري بحي السكاكيني بالقاهرة.
بعد «الكحك والغريبة والبيتي فور» يأتي دور التسالي الأشهر في الحارات خلال العيد وهي «الترمس والحمص»، التي ينخفض سعرها ما يساعد السيدات على شرائها، وبدء طقوس صنعهما، التي ترويها «أم ياسر» القاطنة بحارة سيلفانا بالزاوية الحمراء، وذلك من خلال «النقع» حسبما قالت: «بندي الترمس والحمص غلوة الأول لما نسلقهم، ويعديهم بحطهم في مياة مملحة وننقعهم كدا يومين، ولازم نغيرها كل شوية عشان المرارة اللي فيهم تروح، لحد ما يستوي وناكله بالهنا والشفا مع الليمون والشطة».
الفسيخ واحتفالات العيد
أمام محل «علي الفسخاني» وقف سكان حارة يوسف حسن بالجيزة ينتظرون دورهم في الطابور الطويل الذي يبدأ أوله عند باب المحل، الرائحة تداعل الأنف فور والوصول للمكان، الجميع يشتاق للأكلة الشهيرة «الفسيخ والرنجة»، التي يعتبرونها هناك وجبة أساسية في أيام العيد، لم لا وهي لم تأكل طوال شهر رمضان، بعد أن حل شم النسيم خلال الشهر أيضًا، فكان العيد هو الفرصة الأمثل لتناولها بالنسبة لهم.
ومن خلف الطابور يقف «حودة» الصبي الذي يبيع البصل والليمون، والذي يعد الطبق الثاني في تلك الأكلة واللذان لا غنى عنهما لكسر ملوحة الوجبة وإضافة المذاذة كما يقول البائع، «لازم بصل وليمون عشان الأكلة تكمل، الناس بتجيبهم أكتر من الفسيخ نفسه، وببيع بصل أحمر وأخضر وأسعارهم بسيطة».
تعليقات الفيسبوك