اعتاد المصريون على استقبال عيد الفطر المبارك بأغنية يا ليلة العيد لكوكب الشرق أم كلثوم، وسط أجواء احتفالية تتخلها بعض العادات والتقاليد القديمة، وكلما مرت الأيام والسنوات تختفى شيئًا فشئ، بينما لا يزال الكبار يحنون إليها ويتذكرونها بكل شوق.
«الساقية القلابة، النيشان، القنبلة، بجانب المراجيح.. الأولى والثانية على شكل مركب والثالثة على هيئة إوزة والأخيرة على هيئة حصان، تدور بشكل دائري، ومدة الجولة أو ركوب المرجيحة للمرة الواحدة عشر دقائق مقابل 10 جنيهات لا غير، يقبل عليها الأطفال في لهفة بعد حصولهم على العيدية»، تلك هي أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد داخل الحارات المصرية التي لازالت تحتفظ بجزء كبير من العادات.
عادات وتقاليد العيد بالحارة المصرية
وسط إحدى حارات شارع عدوية، بمنطقة بولاق أبو العلا، يتركز مولد صغير للأطفال من المراجيح على كل جنب من الشارع رغم ضيق المساحة، إلا أنه يضم ألعاب كثيرة ومميزة تجذب الكبار قبل الصغار، فهي الفسحة البسيطة لأطفال المنطقة للشعور بالعيد كما أعتاد عليه أبائهم وأجدادهم.
«موسم كل سنة بعد رمضان، عادة ربنا ما يقطعها»، هكذا بدأ «نادر مصطفى»، صاحب الـ53 عاماً، حديثه لـ«الوطن»، بعد أن عمل في إدارة المراجيح لمدة 20 عاما يتنقل بالمراجيح في شوارع مصر القديمة بين حارتها حاملاً معه المراجيح، ليستقبله الأطفال كل مرة بنفس الفرحة والبهجة، خاصة في الأعياد التي يكون لها طعم مختلف.
أنواع المراجيح في الحارة المصرية
مراجيح مصنوعة من المعدن الخالص، وأخرى من الخشب والمعدن يتوسطها حبل يربط بين قاعدة المرجيحة والسنادات، تسهل على صاحبها الانتقال بطريقة أسهل ولكنها تحتاج إلى صيانة كل فترة: «الحديد أكثر أمانًا وعمرها الافتراضي أكبر بكتير من الخشب، فيقبل أولياء أمور الأطفال اللعب عليها دون خوف أو قلق».
وقال حسين روؤف، أحد الشاب المنظم لمهرجان الألعاب الصغير، لـ«الوطن»، إنهم يقوموا بتجهيز المراجيح للأطفال خلال الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان الكريم: «ملاهى على قد إيدينا وفى نفس الوقت جنب البيت وولادنا قدام عينيا وكلنا عارفين وواثقين في بعض ومفيش حد بينا غريب».
وتابع أنه رغم وجود الملاهي الحديثة وانتشار الحدائق بها لكنها تظل وسيلة الترفيه الأساسية لأبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة، وهذه المراجيح يصنعها حدادون ونجارون من الأحياء المجاورة، وهي في الحقيقة سهلة الصنع وأدواتها متاحة وبسيطة: «ممكن تتكلف 10 آلاف جنيه بس تجيب حقها 3 أضعاف طول السنة، خصوصاً في الأعياد».
تعليقات الفيسبوك