«الأزهري» يكشف جانبا من الجمال عند عمر بن عبدالعزيز في التعامل مع ذوي الهمم
الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف
قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، إن عمر بن عبدالعزيز، تولى الخلافة سنة 99 هجريا وتوفي عام 101 من الهجرة أي أنه لم يكمل 3 سنوات في الحكم، ورغم ذلك فإن الإمام أحمد بن حنبل لما روى حديث «إن الله يبعث لأمتي على رأس كل سنة من يجدد لها أمر دينها»، كان يقول «نظرنا، فإذا على رأس المائة الأولى عمر بن عبدالعزيز، وعلى رأس المائة الثانية محمد بن إدريس الشافعي».
وأوضح «الأزهري» خلال استضافته ببرنامج «يحب الجمال» مع الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية «DMC»، أن الإمام السيوطي له منظومة شعرية في المجددين، وقال فيها «فكان عند المائة الأولى عمر خليفة العدل بإجماع وُقر والشافعي كان عند الثانية لما له من العلوم السارية».
إمام مجتهد
ولفت مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إلى أن عمر بن العزيز كان فقيها ومجددا وبصيرا بمقاصد الشريعة، حيث ذكر الحافظ الذهبي، أنه إمام مجتهد؛ أي يوضع جنبا إلى جنب مع أبي حنيفة ومالك والليث بن سعد والشافعي وأحمد بن حنبل.
وأشار، إلى أنه تولى الخليفة، فنهض بالدولة على أكمل وجه، ونشر العدل والمكارم وأفاض بالخيرات على الناس، وحُمد أثره بعد وفاته إلى يوم القيامة، حتى أنه عني بذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الأمراض الخطيرة بكرم يحفظ الكرامة.
موقف رائع
وأوضح: «من المواقف الرائعة في حياته، ويرويها أبو القاسم ابن عساكر في تاريخ دمشق، لما جاء صاحب الرقيق يسأل أرزاقهم وكسوتهم وما يصلحهم، فسأله عمر عن عددهم، فقال الرجل إنهم كذا وكذا ألفا، وطلب عمر منه أن يخصص لهم بعض المخصصات والمساعدات، وحاول ان يوفر الوظائف لهم، وكتب إلى أنصار الشام يطلب توفير وظيفة لهم، فأشار عليه صاحب الرقيق بأن يشغلهم في ذوي الاحتياجات الخاصة، فتمت عملية مسح شامل لكل ذوي الهمم مثل فاقدي البصر، كما لو كان يخاطب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بالإضافة إلى مسح للرقيق، وأمر لكل أعمى بقائم (مساعد) وغيرهم من فئات ذوي الهمم، ولما بقى فضل من الرقيق، طلب أن يُرفع إليه كل يتيم أو من ليس لديهم أحد يرعاهم، فأمر بخادم لكل خمسة من اليتامى».