ينحني وريث عائلة «الحريري» بصبر يمتزج بحب أمام قطعة قماش «منتوش» و«دايبة»، وبهمس كله أمل تعود من جديد قطعة القماش لتكون أفضل مما كانت عليه، في داخل دكان صغير على ناصية شارع عابدين العريق.
صناعة الرفا منتشرة منذ 100 عام
صناعة «الرفا» لعبة تحدي صعبة لكن ممتعة تاج رأسها الصبر، مهنة انتشرت في السيدة زينب منذ 100 عام، لكن للأسف مثل الزهور الحلوة، دبلت برحيل أسطواتها الكبار، كما يؤكد وريث عائلة الحريري.
يحكي حفيد «الحريري»، أحد اسطوات الرفا والأبيسون، أسرار المهنة، قائلًا إن جده عمل في هذه المهنة منذ 75 عامًا، وتوارثها والده ثم هو، لافتًا إلى أن العاملين في الرفا يفضلون العمل في محل صغير الحجم، حتى تظهر مشغولاتهم بشكل واضح وبارز.
وعن مواصفات العامل في مهنة الرفا، قال خلال لقاء ببرنامج «باب رزق»، المذاع على شاشة قناة «dmc»، ويقدمه الإعلامي الكبير خيري الفخراني، إنه يجب أن يكون يديه نظيفتين حتى لا يؤدي ذلك لاتساخ القطعة التي يتم العمل بها، ويعرف قيمتها جيدًا للتعامل معها، وأن يكون يديه مضبوطة، معقبًا: «ميرخيش الخيط».
تعليم الرفا يستغرق 5 أشهر
وأوضح أن تعليم الرفا يستغرق 5 أشهر بشكل مبدئي، لافتًا إلى أن البعض قد يدفع أموالًا كثيرة حتى تعود قطعة القماش إلى سابق عهدها من جديد، معقبًا: «ممكن يدفع من جنيه لألف لغاية ما تطلع زي الأول».
بعض الأقمشة يرجع عمرها لـ400 عام
وأفاد بأن ألوانات الخيوط متوفرة في المحال لخياطة الأقمشة بنفس الدرجة المطلوبة، متابعًا: «الفكرة كلها إنك تبقى عارف تعمل إزاي الوردة دي، لأن الوردة الواحدة فيها درجات من الألوان مختلفة».
فيه ناس بتتكلم مع الصالون
وأوضح أن بعض قطع القماش التي يعمل بها يرجع عمرها إلى أكثر من 400 عام، ويوجد هناك ما هو أقدم من ذلك، معقبًا: «فيه عندي زباين كانت بتقولي بنقعد قدام الصالون ونتكلم معاه، خصوصًا لما يكون اشتراه من زمان وله ذكريات معه».
تعليقات الفيسبوك