أزهري: التوبة تمحي ما قبلها من معاصي ويجب عدم الاستسلام للوساوس
الشيخ أحمد عبد الرحمن
قال الشيخ أحمد عبد الرحمن من علماء الأزهر الشريف، إن عودة الإنسان لطريق الهداية تجعله عرضه لوساوس الشيطان، خاصة مع طول الفترة التي قضاها بعيدًا عن الله عز وجل، وتتضمن هذه الوساوس أفكار عن مدى قبول الله سبحانه وتعالى للتائب، ومغفرته سبحانه لكل الذنوب التي سبقت التوبة، وعن استحقاق الإنسان العاصي لهذه المغفرة، مؤكداً أن هذه الوساوس من عمل الشيطان لتيئس الناس من رحمة الله، في حين أن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم «ورحمتي وسعت كل شيء»، فالله جل وعلى هو الذي يهدي العبد ويرشده إلى طريق الهداية.
مهما كثرت ذنوب العبد العاصي فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبته
وأضاف الشيخ احمد عبد الرحمن في فقرة «محبّةً منّي» في برنامج «صباح الخير يامصر»، المذاع على القناة «الأولى المصرية»، أنه مهما كثرت ذنوب العبد العاصي فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة العبد إليه، لافتا إلى أن فرحة الله تعالى وصفها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: «الَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ، مِن أَحَدِكُمْ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فلاةٍ، فَانْفَلَتَتْ منه وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فأيِسَ منها، فأتَى شَجَرَةً، فَاضْطَجَعَ في ظِلِّهَا، قدْ أَيِسَ مِن رَاحِلَتِهِ، فَبيْنَا هو كَذلكَ إِذَا هو بِهَا، قَائِمَةً عِنْدَهُ، فأخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قالَ مِن شِدَّةِ الفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِن شِدَّةِ الفَرَح»، ففرحة الله تعالى بتوبة المؤمن أكثر من فرحة هذا الرجل الذي وجد طعامه بعد فقده في الصحراء.
قيام الإنسان بالذنب هو أمر طبيعي
وشدد الشيخ أحمد عبد الرحمن على عدم اليأس من روح الله، والاستسلام لوساوس الشيطان بعدم قبول التوبة من الله عز وجل، حتى وإن كثرت الذنوب، مؤكداً على فتح الله باب التوبة للإنسان، ورجوعه عن المعاصي، مستشهدًا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا؛ لذهب الله بكم، ولجاء بقوم غيركم يذنبون، فيستغفرون الله؛ فيغفر لهم»، موضحًا أن قيام الإنسان بالذنب هو أمر طبيعي فليس هناك أحد معصوم من الخطأ، فالعصمة دُفنت بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم أما البشر فسوف يظلون يخطئون ويتوبون إلى قيام الساعة، مؤكداً أن المهم أن يعلم الإنسان أن باب التوبة مفتوح دائما، وأن يعود لطريق الهداية .