قمة ثنائية بين «السيسى» ورئيس إيطاليا.. والرئيس يلتقى بابا الفاتيكان
بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى جولته الأوروبية، أمس، بزيارة العاصمة الإيطالية «روما» ومقر الفاتيكان، وعقد قمة ثنائية مغلقة مع نظيره الإيطالى جورجيو نابوليتانو، فى قصر الكيرينالى الرئاسى عقب وصوله إلى مطار شامبينو العسكرى، حيث كان فى استقباله فى المطار وزير الاقتصاد والمالية الإيطالى بير كارلو بادون والسفير المصرى فى إيطاليا عمرو حلمى.
ورافق الرئيس فى جولته السفير سامح شكرى وزير الخارجية، ومنير فخرى عبدالنور وزير التجارة والصناعة، ود. خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية، وأشرف سالمان وزير الاستثمار.
وعقد الرئيس مع نظيره الإيطالى جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين، حيث تعكس زيارة الرئيس إلى إيطاليا اهتماماً بتفعيل علاقات مصر الثنائية معها وكذلك مع الاتحاد الأوروبى، حيث تتولى إيطاليا الرئاسة الدورية للاتحاد منذ مطلع يونيو 2014، فضلاً عما توليه إيطاليا من اهتمام خاص لموضوعات المتوسط، ثم توجه لمقر مجلس الشيوخ الإيطالى حيث استقبله رئيس المجلس بيترو جرسو، ثم توجه الرئيس لمقابلة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان.
وقالت مصادر دبلوماسية، لـ«الوطن»: «إنه لأول مرة تسمح الفاتيكان لرئيس دولة بزيارة أراضيها فى زيارة مزدوجة تشمل دخول إيطاليا ثم الفاتيكان ثم استكمال زيارته فى إيطاليا، وهذا يأتى فى ظل الاحترام الشديد الذى يحظى به الرئيس السيسى فى الفاتيكان».
وأضافت المصادر: «إن إيطاليا تهتم بزيارة الرئيس لأهمية مصر فى الأزمة الليبية، حيث تحصل إيطاليا على الغاز من ليبيا بما يمثل 30% من استهلاكها».
من جانبه، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن إيطاليا تكتسب أهمية خاصة على الصعيد الاقتصادى بالنسبة لمصر حيث تعد الشريك التجارى الأول لمصر على مستوى الاتحاد الأوروبى والثالث عالمياً بعد الولايات المتحدة والصين، وقد بلغت قيمة التبادل التجارى بين البلدين نحو 6 مليارات دولار وفقاً لإحصاءات عام 2013. كما تعد إيطاليا خامس أكبر مستثمر أوروبى فى مصر بقيمة إجمالية تصل إلى 2.6 مليار دولار، وتتركز هذه الاستثمارات فى قطاعات النقل والخدمات المصرفية ومكونات السيارات والتشييد والبناء.
وأضاف: «إن الرئيس سيحضر اجتماع مجلس الأعمال المصرى-الإيطالى اليوم، فى اليوم الثانى لزيارته لروما، كرسالة إلى مجتمع الأعمال الإيطالى لإلقاء الضوء على التطورات التى يشهدها الاقتصاد المصرى على الصعيدين الإجرائى والتشريعى، فضلاً عن التعريف بأهم المشروعات الاستثمارية التى يجرى تنفيذها أو الإعداد لها، كما سيلتقى مع كل من المدير التنفيذى لبرنامج الغذاء العالمى، والمدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، وذلك لبحث سبل التعاون فى مجال توفير الغذاء والنهوض بقطاع الزراعة والتعاون الثلاثى لصالح دول القارة الأفريقية».
وتابع: مباحثات الرئيس فى روما هدفها استعراض سبل تعزيز الموضوعات الثنائية، وتبادل وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، التى يأتى فى مقدمتها مكافحة الإرهاب وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولى لمواجهته، وتطورات الأوضاع فى عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره، وسبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين عقب انتخاب مجلس النواب الجديد، فضلاً عما يتمتع به البرلمان الإيطالى من دور بارز فى عملية صنع واتخاذ القرار، لاسيما أن نظام الحكم الإيطالى نظام برلمانى.
واعتبر أن زيارة الرئيس إلى الفاتيكان تعكس تقديراً لمواقف البابا فرانسيس إزاء الانفتاح على الحوار مع الدين الإسلامى، والجهود التى يبذلها من أجل مكافحة الفقر والدفاع عن القضايا ذات الطابع الإنسانى والتنموى، بالإضافة إلى مساعيه لوقف التدخل العسكرى فى سوريا، التى تُعد أهدافاً مشتركة تفسح المجال بشكل أوسع لتوطيد أواصر العلاقات الثنائية على المستويين السياسى والدينى عبر تفعيل الحوار مع الأزهر الشريف، فضلاً عن توطيد العلاقات مع الكنيسة المصرية الأرثوذكسية، عقب الزيارة التاريخية لقداسة البابا تواضروس فى مايو 2013.
فيما رصدت «الوطن» رحلة المئات من المصريين الذين توافدوا من مدن إيطاليا إلى العاصمة «روما» للمشاركة فى وقفة تأييد للرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء زيارته لإيطاليا، التى نظموها فى ميدان بيتسا فينسيا بروما، بمشاركة أحد الأحزاب الإيطالية.
ورفع المشاركون لافتات خلال الوقفة مكتوباً عليها «ضد الإرهاب»، «نحن مع السيسى ضد الإرهاب»، و«الجالية المصرية ترحب بالرئيس عبدالفتاح السيسى»، و«مصر المستقبل.. مصر الحضارة»، و«مصر الأمن والأمان ومصر العزة والرخاء».
وقال جورج قلادة، رئيس جمعية المصريين فى إيطاليا، إنهم تجمعوا فى ميلانو وفينسيا فجر أمس، وانطلقوا من حى سستو مالى بميلانو، الذى يبعد مسافة 450 كيلومتراً عن العاصمة روما، موضحاً أن جميع المشاركين لديهم شعور بالمسئولية تجاه بلادهم.
وأضاف فى تصريحات لـ«الوطن»: «قامت جمعية المصريين بإيطاليا بالإعلان عن تنظيم رحلات ترحيب بالرئيس من مدن شمال إيطاليا ميلانو وفينسيا والتوجه لروما، معبرين عن فرحتهم الشديدة لهذه الزيارة المشرفة لقائد يعبر بالبلاد من النفق المظلم إلى بر الأمان، والتى تشمل صفقات تجارية ولقاء برجال أعمال ومستثمرين إيطاليين لدفع عجلة التنمية بمصر وتقوية الاقتصاد لبناء دولة قوية».
وتابع: «إن توقيت زيارة الرئيس صائب، ولقاءه بالبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، هو بمثابة رسالة سلام للعالم»، مشيراً إلى أن هناك تفهماً من أجهزة الدولة الإيطالية المتمثلة فى الرئاسة وبعض الأحزاب الإيطالية مثل الحزب الديمقراطى الإيطالى للحرب التى تقوم بها مصر ضد الإرهاب.