أحمد داود : رفضت تأثر « آدم » بالنسخة الأصلية لـ « سوتس » وأتمنى تقديم فيلم عن محمد صلاح بعد اعتزاله

أحمد داود : رفضت تأثر « آدم » بالنسخة الأصلية لـ « سوتس » وأتمنى تقديم فيلم عن محمد صلاح بعد اعتزاله
صاحب أدوات تمثيلية متفردة جعلته ممثلاً من العيار الثقيل فى أعين الجمهور، وجوده فى أى عمل فنى دليل كافٍ على جودته، وما بين تقلبه وتنقله بين الشخصيات فى أعماله الفنية، واجه تحدياً مختلفاً هذا العام لا يتحدى فيه الجمهور فقط ولكن يتحدى فيه نفسه أولاً. ونجح أحمد داود فى التحدى الذى رفع سقفه مشاهدو النسخة الأصلية من المسلسل الأمريكى «Suits» خلال الأيام الأولى من سباق الدراما الرمضانية، عندما نجح فى الحفاظ على جوهر شخصية «مايك روس» ولكن مع إضافة عدد من التفاصيل الخاصة ليخرج بها «آدم منصور» شخصية مختلفة تماماً تحمل ختم أحمد داود الإبداعى. ويكشف أحمد داود فى حواره مع «الوطن» عن أسباب مشاركته فى بطولة مسلسل «سوتس بالعربى» مع آسر ياسين وكوكبة من النجوم، وطريقة تعامله مع شخصية «آدم» فى طور التحضير والتصوير، وموقفه من المقارنات الوارد حدوثها بين «مايك» و«آدم» وغيرها من التفاصيل فى السطور المقبلة.
ديكور مسلسلنا «ماشفتش فى حلاوته قبل كده»
ما أسباب قبولك المشاركة فى بطولة مسلسل «سوتس بالعربى»؟
- لمست ضخامة المشروع وقتما حدثنى المنتج طارق الجناينى بشأنه، وتحمست له بعد قراءة الحلقات الخمس الأولى من السيناريو، إذ أعجبت بطبيعة الأحداث والشخصيات الدرامية كافة، وبدأت فى تدوين ملاحظات عن شخصية «آدم»، وتناقشت فى تفاصيل تخصها مع طارق، لأننى لم أكن شاهدت العمل الأصلى المأخوذ عنه مسلسلنا، وبعيداً عن هذا وذاك، أعجبت بتسكين الأدوار والأسماء المختارة لها، فضلاً عن الديكور «اللى ماشوفتش فى حلاوته قبل كده فى حياتى»، وانطلاقاً من كل هذه العناصر، قلت لطارق الجناينى: «يالا بينا وهنعمل حاجة محترمة أكيد».
ألم تشاهد الشخصية الأصلية لدورك «مايك روس» أثناء التحضير لشخصية «آدم»؟
- لم أكن أنتوى مشاهدة النسخة الأصلية لـ«سوتس»، لرغبتى فى الاعتماد على سيناريو مسلسلنا فحسب، ولكن بعض المقربين قالوا لى: «لازم تبص عليه وتاخد فكرة من باب العلم بالشىء»، لأنه مسلسل معروف وحظى بنسب مشاهدة مرتفعة فى مواسمه التسعة، ومن هذا المنطلق شاهدت عدداً من حلقات الموسم الأول، ولكنى لم أكمل متابعته أو مشاهدة باقى الأجزاء، لأنى «ماكنتش عاوزه يكون مرجع ليا أو أتأثر بيه»، وبخاصة أننى رسمت شخصية «آدم» بتفاصيل وإيفيهات أفلام مصرية متماشية مع طبيعة المشاهد المقدمة فيها، ناهيك عن علاقته بجدته التى نُقدمها بشكل مصرى خالص، فما أريد قوله إن تفاصيل الأحداث أعطتنا المساحة لتمصيرها بشكل أكثر من جيد.
وكيف تم اختيار «إيفيهات» الأفلام المصرية بما أنك أشرت إليها؟
- «آسر» ساعدنى كثيراً فى هذه المسألة، لأننا اخترنا «إيفيهات» معروفة للجمهور كله، وذلك على شاكلة «كنبتك حلوة يا عشرى»، و«بعتنى بكام يا صاحبى»، والكثير من الإيفيهات المحفورة فى أذهاننا، التى بمجرد نطقها نتذكر اسم الفيلم وقائلها والموقف الدرامى لها، ولكن لا بد أن تكون هذه «الإيفيهات» موظفة بشكل جيد فى الدراما، لأننا لا نهدف لاستخدام «إيفيه» فيلم «سلام يا صاحبى» بقدر ما كان المشهد نفسه يحتاج له، انطلاقاً من كونه الأنسب لبداية تعارف بين شخصين كما حدث بين «زين» و«آدم».
تعديلى لجملة عادل إمام فى «سلام يا صاحبى» لم يكن متعمداً
على ذكر فيلم «سلام يا صاحبى».. لماذا غيرت جملة عادل إمام «مفيش... مابتحبنيش» لـ«مفيش ست مابتحبنيش»؟
- لم أتعمد تغيير الكلمة التى تقصدها فى سؤالك، لأنى تذكرت جملة الفيلم على التو من سؤالك، بدليل أننى قلتها بطريقة «كيوت» وليست بنفس طريقة الفيلم، كما أننا لا نغير الجمل التى نستمدها من الأفلام بل نأخذها كما هى، ولو تتذكر سياق الحديث الذى دار بينى وبين آسر بحسب الأحداث، ستجد أننى كشفت له عن حبى للأفلام واعتيادى على مشاهدة فيلم كل يوم، وهو ما انطبق عليه أيضاً وفقاً لكلامه، ومن هنا أسهمت هذه السمة المشتركة فى تكوين علاقتهما.
وهل تنطبق هذه الجملة على أحمد داود فى حياته العادية؟
- ضاحكاً: «يا علا مفيش ست مابتحبنيش».
لا يمكننى تقديم 9 مواسم من «سوتس».. والعمل «ريحته حلوة» ومريح للعين
بما أن طارق الجناينى اشترى حقوق الموسمين الأول والثانى من «سوتس».. فما موقفك من تقديم أجزاء جديدة منه حال نجاح الجزء المعروض حالياً؟
- لا يمكننى تقديم 9 مواسم متتالية من عمل واحد، ولكن من الممكن تقديم جزء ثانٍ منه فقط، وذلك إذا أحبّ الجمهور العلاقات بين الأبطال، وانجذبوا لأحداثه الدرامية والجزء المعروض «كسر الدنيا»، كما أن تقديم موسم جديد يحتاج لوجود عناصر محفزة كما كان الحال فيما يُعرض حالياً، والحقيقة أن «سوتس بالعربى» عمل «ريحته حلوة» مثلما نقول باللهجة الدارجة، ومريح للعين بصورته وديكوراته وهيئة أبطاله، ورأيى هذا يتماشى مع ما كتبه عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، حيث قرأت تعليقاً كان نصه: «انتو ريحتكم حلوة»، وكتب آخر: «باتفرج عليكم لأنى محتاج أروق دماغى»، والممثل أحياناً يحتاج لهذه النوعية من الأدوار اللذيذة، التى لا تجعله مقيداً بدراما مأساوية ومشاهد قتل وبكاء.. إلخ، كما أن كون طبيعة الأحداث قائمة على رجلين، فهذه مسألة جديدة على المشاهد المصرى، ومعهما يعيش مشواراً مع قضايا مختلفة على مدار الحلقات.
هل ترى أن النسخة الأصلية كان يمكن تقديمها فى فيلم بدلاً من مسلسل؟
- طبيعة الأحداث تتعدى إطار الفيلم بكثير، ولذلك تم تقديمها فى 9 مواسم، أما عن النسخة العربية من «سوتس»، فهى تتناول علاقات لشخصيات أحبها الجمهور، ويتولون قضايا مختلفة على مدار الأحداث، ومن ثم فيمكن العمل على 30 قضية مختلفة العام المقبل، مع الاستعانة بعدد من ضيوف الشرف، ونقدم موسماً ثانياً منه آنذاك.
قمنا بـ«فلترة» الأحداث بما يتناسب مع مجتمعنا
أحداث النسخة الأصلية اتسمت بالانفتاح فى الطرح والتناول.. فهل تم «فلترة» أجزاء منها فى «سوتس بالعربى»؟
- كان هناك شقان فى هذه المسألة، أولهما الشق القانونى فيما يتعلق بطبيعة القضايا، التى تمت مراجعتها من أحد مكاتب القانون، أما عن العلاقات فتمت «فلترة» الكثير منها كى نقدمها بالشكل الذى يناسبنا ويناسب مجتمعنا، لأنه لم يكن مقبولاً وجود تجاوزات من أى نوع احتراماً لقدسية شهر رمضان، ولكن إذا نظرنا لشخصية «هارفى» المقدمة باسم «زين» فى مسلسلنا، سنجد أنه «كان مقضيها على كل المستويات»، ولكننا لم نقدمه كذلك بل «فلترنا» كثيراً منه.
ألا تخشى من مقارنة الجمهور بين «آدم» و«مايك» فى الحلقات المقبلة؟
- أترك مثل هذه الأمور على الله، ولكن ما يقلقنى هو استمرار التصوير بالتزامن مع العرض، حيث كنت أتمنى الانتهاء من التصوير مبكراً، «والناس وقتها تقول اللى هى عاوزاه»، ولكنى سأحاول الفصل قدر الإمكان بين مواصلتى لتصوير الشخصية وردود الفعل عنها، حيث تقلقنى المسألة كثيراً وليست فكرة المقارنة نفسها.
ولمَ لا تغلق حساباتك عبر مواقع التواصل الاجتماعى لتفرض مزيداً من التركيز؟
- يظل السؤال: «هل هقدر أعمل كده؟ غصب عنى إيدى هتاكلنى علشان أتابع الآراء»، ولكن إذا وجدت تعليقات قد تترك تأثيراً سلبياً وما إلى ذلك، فلن أتجه لـ«السوشيال ميديا» لحين انتهائى من التصوير.
وهل تلقيت تعليقات سلبية عند نزول الملصقات الدعائية والإعلان الرسمى؟
- انقسمت الآراء عند طرح أول أفيش لـ«سوتس بالعربى»، وذلك بنسب متفاوتة بين المؤيدين والمعارضين لفكرة العمل، وكان من ضمن التعليقات السلبية «ليه هتعملوا كده؟» و«هو إحنا ناقصين»، ولكن حينما اتضحت الملامح العامة لمسلسلنا بعد نزول إعلانه الرسمى، تغيرت النظرة السلبية لإيجابية على نحو كبير، حيث أشاد الكثيرون بالمجهود والصورة والديكور، ولكن تظل فكرة تمصير عمل أجنبى شيئاً طبيعياً، مع العلم أن «سوتس» تم تقديم نسخة منه فى كوريا، وأحداثه تحتمل تقديم نسخ منها فى بلدان عديدة.
ما أوجه الشبه بينك وبين «آدم»؟
- «آدم» يشبهنى فى التمسك بالفرص الجديدة والسعى لتطوير الذات دوماً، كما سنجد خطاً درامياً دمه خفيف «اتخلق» إبان مرحلة التحضير وانطلاق التصوير، وسعيد للغاية بهذا الخط لتماشيه مع الأحداث أو بمعنى أصح «متعشق» معها، كما أن علاقة «آدم» بجدته تشبه علاقتى بجدتى.
بمناسبة «الجدة».. لماذا غيرتم طريقة تعامل الحفيد معها بعد إيداعها داخل دار مسنين فى النسخة الأصلية؟
- «أنا ماسيبش جدتى فى دار مسنين، لكن أقعد معاها فى البيت وأشيلها فوق دماغى»، لأننى لو أودعتها داخل مكان لرعاية كبار السن، سأجد من يهاجمنى: «انت ندل يالا ولا إيه؟»، ومن ثم جاء هذا التغيير ليتماشى مع طبيعة تعاملاتنا فى مصر.
لا أخشى المقارنات بين «آدم» و«مايك» وديكور مكتب المحاماة ليس مبالغاً فيه «عندنا كتير منه فى مصر»
ما ردك على الآراء التى اعتبرت ديكور مكتب المحاماة فى مسلسلك مبالغاً فيه ولا يمت للواقع بصلة؟
- أختلف معهم بكل تأكيد، لوجود مكاتب عندنا على هذه الشاكلة، منها مكاتب محاماة متخصصة فى قضايا التحكيم الدولى، ولكنها قد تكون غير منتشرة وليست معروفة للناس على نحو كبير.
ألا تخشى من ردة فعل المحامين جراء التحاقك بهذه المهنة رغم عدم استكمالك لتعليمك الجامعى، بحسب الأحداث؟
- لا أريد التطرق إلى هذه الجزئية حالياً، ولكن المحامين هيتبسطوا جداً بـ«سوتس»، لأن كل محامٍ يتمنى العمل فى مكتب كهذا، والظهور فى هيئة شكلية كالتى نراها فى مسلسلنا، لأنها شكل لم نعتد مشاهدته من قبل.
هل أربكك اعتذار المخرجة مريم أحمدى عن عدم استكمال التصوير والاستعانة بالمخرج عصام عبدالحميد بدلاً منها؟
- «عصام» كان مخرجاً للوحدة الثانية من التصوير، وأعرفه منذ أن كان مخرجاً منفذاً فى مسلسل «أهو ده اللى صار»، وأدرك جيداً حجم موهبته وتشبثه بالفرصة حينما أتته فى «سوتس بالعربى»، حيث رفع شعار «أكون أو لا أكون» لدرجة أنه لا ينام تقريباً، لتقسيمه وقته ما بين التصوير والمونتاج ومعاينة أماكن التصوير.. الخ.
أخيراً.. ما رأيك فى الهجوم الذى تعرض له نجم ليفربول محمد صلاح بعد فشل المنتخب فى التأهل لكأس العالم بقطر 2022؟
- الهجوم على «صلاح» أمر معيب وغير مقبول، وما حدث فى السنغال فاق كل التوقعات، بدليل تسليط الصحف العالمية الضوء على صورة صلاح وأقلام الليزر مسلطة على وجهه وقت تسديده ضربة الجزاء، لدرجة أنه قيل إن متوسط عدد أقلام الليزر الموجهة لوجهه تعدت الـ3000 قلم، وبعيداً عن هذه المسألة، «هو عمره ما بخل على المنتخب بمجهوده ولا بيخاف على نفسه زى ما بيتقال»، ودعنى أتساءل: «هل كان صلاح سيتعرض لهذا الهجوم حال تأهلنا للمونديال بضربات الجزاء الترجيحية؟» بالتأكيد لأ، ومن ثم لا بد من توجيه الشكر لـ«صلاح» ورجالة المنتخب ودعمهم، وعن نفسى أتمنى تقديم فيلم عن «مو» بعد اعتزاله، لأنه شخص ملهم بدرجة غير طبيعية، لتمكنه من التغلب على كل الصعوبات والتحديات للوصول إلى ما هو عليه الآن، حيث أصبح واحداً من أفضل لاعبى العالم إن لم يكن الأفضل على الإطلاق.
التعاون مع آسر ياسين
تربطنى بـ«آسر» علاقة صداقة منذ سنوات عدة، ولكننا لم نلتقِ فى أى أعمال فنية قط، حيث يُعد «سوتس بالعربى» أول تعاون فنى بيننا، ومع ذلك توقعت وجود طاقة مليئة بالمحبة والتعاون فى كواليس التصوير، ولكن ما رأيته فاجأنى وفاق كل توقعاتى، لأننى وجدت شخصاً متعاوناً للغاية وغير أنانى، إذ نفكر معاً فى كل مشهد ونساعد بعضنا البعض، «مفيش عنده جنون ولا نفسنة ولا أى حاجة كده»، وأذكر أننى قلت له ذات مرة: «إحنا كـ6 أبطال عاملين زى اللى بيجروا فى تراك كل واحد لوحده، فمفيش حد هيجرى قدام التانى، ومفيش حد هيسبق حد، فكلنا بنجرى بالتوازى زى الأوركسترا بالضبط»، أما عن الشق الثانى من سؤالك، فلم تخطر ببالى هذه المسألة ولو ثانية، وأتحدى أن أكون أنا أو آسر نعرف عدد مشاهدنا بالضبط، فربما يكون دورى يزيد عنه فى عدد المشاهد بحكم ظهورى كمساعده عبر الأحداث، إذ أنهى عدداً من الإجراءات القانونية بدلاً منه، وبعيداً عن هذه الجزئية، فما يشغلنا حقاً هو شكل أدوارنا وطريقة تقديمها، ولذلك أتمنى تكرار التعاون معه مجدداً، لأن الجمهور سيكون الرابح جراء هذه المسألة.